الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة التساهل في الاختلاط بزعم أن الرجل بمثابة الأخ للمرأة

السؤال

نحن مجموعة من الزملاء نعمل في مكان واحد. صادف الأسبوع الماضي يوم ميلاد أحد الزملاء الذكور، فقامت مجموعة من زميلاته الإناث بعمل حفل عيد ميلاد مفاجأة له، وقمن بإحضار هدية وتورتة وما شابه.
وطلب مني كتابة كلمة والتوقيع على كرت خاص لتهئته فامتنعت، كما طلب مني حضور الحفل (حفل صغير وسريع) في الكافتيريا فاعتذرت.
زميلي هذا أصغر مني بكثير، وهو في مقام أخي الصغير، ولكن هذه الاعتبارات لا وزن لها من الناحية الشرعية، ويبقى رجلا، ويجب أن تكون العلاقة معه في حدود الشرع والأدب.
آمل أن توجه كلمة لزميلاتي اللواتي حضرن الحفل (رغم أن جزءا منهن ملتزمات شرعا باللباس الإسلامي ويقمن بحفظ القرآن). آمل أن توضح لهن أن العلاقة بغير المحارم البالغين لها حدود، سواء كانوا أصغر منا عمرا أم أكبر؛ حيث إنني لاحظت في نظرات زميلاتي استنكارا لعدم الحضور، سببه أن هذا الزميل أصغر مني عمرا، وأنني مثل أخته الكبيرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنقول ابتداء إن الاحتفال بعيد ميلاد الشخص أمر محرم، فلا يجوز للمسلم أو المسلمة المشاركة فيه بأي نوع من أنواع المشاركة، سواء بالحضور أو الإهداء أو غير ذلك، فحضور مكان المنكر أمر منكر إلا لمسوغ شرعي كالإنكار مثلا. وراجعي الفتوى رقم: 11559.

وإذا كان في هذا الاحتفال اختلاط بين الرجال والنساء فهذا منكر آخر وذريعه إلى الفساد ، وانظري الفتوى رقم: 37349 والفتوى رقم: 3539.

وأما القول بأن هذا الرجل أو ذاك من الأجانب عن المرأة مثل الأخ فهذا كلام باطل، وهو من باب تزيين المنكر، وكم جر مثل هذا الكلام من فتن وبلايا.

فنوصي هؤلاء الأخوات بأن يتقين الله، وأن يحذرن أسباب الفتنة. ونسأل الله أن يجزيك خيرا، وأن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، وأن يجنبك الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني