الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع المتقربين وسماع المتلعبين

السؤال

أختي تلح علي جدا لأحضر دروس ذكر حيث يكون النساء في بيت والرجال في بيت آخر قريب، ولكن يمكننا سماع الرجال عن طريق المايكروفونات، يقوم الرجال بقراءة كتاب أذكار للطريقة الشاذلية ثم يقرؤون القرآن ثم الإنشاد ثم يلقي الشيخ خطبة مقتضبة، حضرت الدرس مرة، ولكنني لم أقتنع جدا بما رأيت، فهل مثل هذه المجالس كانت موجودة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان هناك بعض الناس الذين يتعاطفون جدا مع الإنشاد، أو الذكر إلى حد الصراخ؟ أرجوكم النصيحة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم تكن مثل هذه المجالس موجودة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والتقرب إلى الله تعالى بها من المحدثات في الدين، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن نحو ذلك فأجاب إجابة طويلة شافية، جاء فيها: أصل هذه المسألة أن يفرق بين السماع الذي ينتفع به في الدين وبين ما يرخص فيه رفعا للحرج، بين سماع المتقربين، وبين سماع المتلعبين، فأما السماع الذي شرعه الله تعالى لعباده، وكان سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم يجتمعون عليه لصلاح قلوبهم وزكاة نفوسهم فهو سماع آيات الله تعالى، وهو سماع النبيين والمؤمنين وعلى هذا السماع كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمعون، وكانوا إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ والباقون يستمعون. وبالجملة، فهذا السماع هو أصل الإيمان، فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق أجمعين ليبلغهم رسالات ربهم، فمن سمع ما بلغه الرسول فآمن به واتبعه اهتدى وأفلح، ومن أعرض عن ذلك ضل وشقي. وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف، أو ضرب بالقضيب أو الدف. اهـ.

وراجعي لتفصيل هذه المسألة الفتاوى التالية أرقامها: 43924، 64723، 120609، 59797.

وراجعي في خصوص الطريقة الشاذلية الفتوى رقم: 21245.

ولذلك ننصح السائلة بعدم حضور مثل هذه المجالس وأن تستبدل بها مجالس العلم الشرعي، من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على أيدي علماء ودعاة أهل السنة، وراجعي في ذلك الفتويين رقم:: 43954، ورقم: 66177.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني