الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بدون ولي ولا شهود باطل

السؤال

أنا سيدة وحيدة وأرملة منذ 8 سنوات وأم لثلاثة أطفال تعرفت على رجل يسره الله بطريقي أعزب أصغر مني ببضع سنوات، لكنه رجل بمعنى الكلمة من كل النواحي يخاف الله وقد ساعدني في الكثير من أموري الحياتية وكفل أبنائي وكان لي عونا من بعد الله سبحانه وقد يسره لي الله وليس بيننا إلا كل احترام وقد أحبني حبا شديدا وأحب أبنائي وأنا كذلك أحببته من كل قلبي، طلب مني الزواج ووافقت وقد بحثنا عن كثير من الطرق لنتزوج دون مشاكل ولكن لم نجد إلا الزواج بشهادة رب العالمين لفظيا ووافقت على ذلك باللفظ أيضا وموافقتي لعدة أسباب:1ـ لثقتي العالية جدا جدا جدا به ولحبه الصادق.2ـ لأنه لا أب ولا إخوة عندي وأبنائي صغار وأخاف أن أفقدهم. 3ـ رفض أهله زواجه من أرملة أكبر منه سنا بحكم جاهلية العادات والأعراف المتفشية في مجتمعنا الظالمتزوجنا بالألفاظ بالإيجاب والقبول وأشهدنا الله علينا والله خير شهيد وتم الدخول، ولكن كل هذا بالسر منذ سنة أو أكثر، وقد سمعت حديثا يقول بما معناه: بأن هزل كلمة الزواج جد تلزم الرجل، وهو عند كلمته، وأعلم بأن هذا الشيء نادر في زمننا الغدار.
والآن أهله يريدون تزويجه ولأنه إنسان حر ورجل يتحمل كلمة قالها، أو وعد قدمه لي فهو بين نارين بين خسارة أهله وبين خسارتي، وحتى إن أقدم على الزواج من أخرى لإرضاء أهله فمبادؤه تمنعه أن يبدأ حياته الجديدة بالكذب دون إخبارالزوجة الجديدة عن زواجنا، وطبعا يترتب على هذا الشي المشاكل والفضيحة أنا أحبه حبا شديدا وهو كذلك وأكثر مني ونحن عاقلان متحملان للمسؤولية لهذا الزواج، وزواجنا غير مبني فقط على الجنس أبدا أبدا، بل ابتدأ بالتفاهم والاحترام والحب والحنان واكتمل بالعلاقة الجنسية والآن نحن في حيرة من أمرنا، مع العلم بأننا حاولنا كثيرا الابتعاد والفراق قبل الزواج وبعده ولكن كل محاولاتنا باءت بالفشل للتعلق الروحاني فيما بيننا وقمة التفاهم والاحترام المتبادل ولأملنا بالله ودعائنا المستمر ولتأكدنا بأن الله قد عوضنا عن صبرنا خيرا ببعضنا، والحمدلله أننا لم نحس أبدا ولم نشك بأن ما قمنا به حراما، لقيمة وعظمة شهادة الله علينا وهي بين أعيننا، ولقيمة الحياة الزوجية بكل مفاهيمها بيننا ولتأكدنا من صدقنا بمشاعرنا ولثقتنا العالية جدا ببعضنا أرجوكم أغيثونا بحل لمشكلتنا ولا تقولوا الفراق، أو البعد، لأنه أقسم بالله صعب جدا ومعناه الموت، أو العيش بلا روح، أو معنى للحياة لنا، ومشاعر الحب الله متحكمة بها ولا إرادة لنا فيها ولا قوة وعندما يدق القلب لا نستطيع أن نمنعه ونحن مؤمنون بأن هناك سببا ، أو حكمة ربانية من تسيير الواحد منا للآخر في الطريق؟ ولكن لم نستطع معرفة هذه الحكمة، لربما تظنون بأننا نبالغ ولكن فعلا هذه هي الحقيقة، إذا لم تريدوا نشر رسالتنا فلا بأس ولكن نرجوا الرد عليها بأسرع وقت ممكن وشكرا لجهودكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما حصل بينك وبين هذا الرجل ليس زواجا شرعيا، وإنما هي معاشرة في الحرام سببها الهوى والغرور والنفس الأمارة بالسوء وكلما ذكرتيه في مشاعرك ومشاعره لا تغني عنكما أمام الله شيئا، لأن الله تعالى حرم الزواج بدون توفر شروطه الشرعية فما تذكريه مغالطة واضحه وتزيين للمنكر، فالزواج بدون ولي ولا شهود باطل بغير خلاف، كما بينّاه في الفتوى رقم: 3395.

فالواجب عليكما قطع العلاقة فورا والمبادرة بالتوبة إلى الله، واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك بأنك لا تقدرين على قطع هذه العلاقة المحرمة فتلك وسوسة الشيطان وألاعيب النفس الأمارة بالسوء، وراجعي في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.

ثم إذا كان هذا الرجل راغبا في زواجك فليعقد عليك عقدا شرعيا بولي وشهود، والولي هو الأب ثم الجد ثم الابن، ثم الأخ الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم أولادهم وإن سفلوا، ثم العمومة، فإن عدم جميع العصبات، فيزوجك القاضي الشرعي، وانظري الفتويين رقم: 63279، ورقم: 22277.

وليس من شرط صحة العقد موافقة أهل الزوج، أو علمهم، كما أنه إذا تزوج بأخرى ثم أراد زواجك فلا يلزمه أن يخبر زوجته الأولى بذلك، وانظري الفتوى رقم: 22749.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني