السؤال
سؤالي عن حكم الدين في زميل لي بالعمل تجسس على أسراري وفتح الإيميل الخاص بي بعد سرقة الباسورد الخاص بي، علما بأن هذا الإيميل يحتوي على صور لزوجتي المتحجبة وهي بدون حجاب بالمنزل، والتي أحبها، وأحتفظ بصورها بعيدا عن الأعين، ومراسلات خاصة جداً، ويسرق هذه الصور وهذه الأوراق ليهددني بها، ولا أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل؟ وأشكر لكم وقتكم الثمين بالرد على السؤال.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في حرمة ما فعله زميلك هذا، فقد جمع بين عدة جرائم خيانة الأمانة، وسوء الجوار، والتجسس على المسلمين، وتتبع أسرارهم، والاطلاع على عوراتهم، ثم ترويعهم بتهديدهم، وهذه ظلمات بعضها فوق بعض، جمعت بين منكرات الأخلاق وسيئات الأعمال، فهي ظلم بين وبغي ظاهر، ووبال هذه الأفعال القبيحة شديد في الدنيا والآخرة إن لم يتب فاعلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وأبو داود وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني، قال السندي: من البغي.. أي الظلم والإساءة إلى المخلوقات. انتهى.. وقد سبق لنا بيان حرمة هذه الأفعال في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16126، 60017، 26418، 97460.
ثم إننا ننبه السائل على أنه قد أساء بتصوير زوجته، لأن ذلك مظنة لاطلاع غيره عليها كما حصل بالفعل، وراجع الفتوى رقم: 4026، فالاعتداء هنا ليس على حق السائل فحسب بل وعلى زوجته وغيرها ممن لهم أسرار على هذا البريد، فعليك أن تسعى بجد لكف هذا الباغي عن بغيه لتعلق حقوق غيرك بذلك.
والله أعلم.