السؤال
وقت دوامي من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء وأعود من العمل للجلوس مع أسرتي وأبنائي ولا أستطيع النوم مبكرا حتى أصلى الفجر حاضرا، فهل يجوز لي أن أنام بعد صلاة المغرب وأستيقظ بعد صلاة العشاء وأصليها بعد وقتها بساعة حتى أستطيع صلاة الفجر حاضرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوقت المختار لصلاة العشاء يبدأ من مغيب الشفق الأحمر ويمتد إلى ثلث الليل، أو نصفه وعلى هذا، فلا مانع من تأخير صلاة العشاء ما دام ذلك في وقتها، فإن ترتب على ذلك فوات الجماعة فلا يشرع تأخيرها لوجوب صلاة الجماعة على الرجل المستطيع، هذا عن حكم تأخير صلاة العشاء، وقد اختلف في حكم النوم بين المغرب والعشاء فيرى الكثير من العلماء كراهته، ومنهم من قيد الكراهة بدخول وقت العشاء، فإن نام قبل ذلك لم يكره ويحرم بعد دخول الوقت إن علم، أو ظن أنه لا يستيقظ في الوقت، وعلى هذا فنقول للسائل الكريم لا ينبغي أن تتعمد النوم قبل العشاء نظرا للقول بكراهة ذلك ولاحتمال فوات صلاة الجماعة إذا لم تجد جماعة في الوقت الذي تستيقظ فيه وعليك أن تصلي صلاة العشاء والفجر في وقتيهما مع الجماعة، فإن نمت قبل وقت الصلاة وغلبك النوم حتى خرج الوقت فلا شيء، لأنه لا تفريط في النوم، ففي المنتقى للباجي على موطإ الإمام مالك: عن مالك أنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يقول يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها: يعني كراهية النوم قبل العشاء، لما فيه من التغرير بصلاة العشاء وتعريضها للفوات فقد يذهب به النوم حتى يفوت وقتها. انتهى.
وفي طرح التثريب لعبد الرحيم بن الحسين العراقي ـ وهو شافعي ـ بعد أن ذكر القول بإباحة النوم قبل العشاء عند بعض السلف وأن منهم من كان ينام في ذلك الوقت، قال: وهذا كله عنهم على أنهم كانوا يصلون العشاء في وقتها، أو مع الجماعة. انتهى.
وفي درر الأحكام في الفقه الحنفي: ويكره النوم قبل العشاء لمن يخشى فوت الجماعة, والحديث بعدها لغير حاجة. انتهى.
وفي غذاء الألباب للسفاريني في الفقه الحنبلي: وممن كره النوم قبلها عمر وابنه وابن عباس وغيرهم ـ رضي الله عنهم ـ وكذا مالك بن أنس وأصحاب الشافعي، وسبب الكراهة تعريضها لفوات وقتها باستغراق النوم ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة .انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 66741، لمزيد الفائدة.
والله أعلم.