الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للصيدلي الحكومي الانتفاع بأرصدة الأدوية الزائدة

السؤال

أنا صيدلانية أعمل في مستشفى حكومي عام بمصر، يعمل معي حوالي 4 صيدلانيات. المهم أحيانا تحدث معنا مشاكل في عهدة الدواء، بحيث عندما أعمل جردا فأجد زيادة في بعض الأدوية عن الرصيد الموجود في دفتر العهدة، ولا ندري من أين أتت تلك الزيادة في الدواء. المشكلة أن زملائي يستحلون هذا الدواء ويأخذون أي زيادة يجدونها لأنفسهم، أو يجاملون بها العاملين في المستشفى . ما هو حكم الشرع في ذلك؟ علما بأن تلك الزيادة في العلاج إذا لم يأخذها أحد من زملائي، فإننا نقوم بإخفائها حتى لا نتعرض للجزاء من التفتيش الصيدلي الذي يمنع وجود أي زيادة في العهدة عن رصيد دفتر العهدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزيادة التي تكون في الدواء الواجب حفظها وإعادتها إلى الهيئة المسؤولة في المستشفى، ولا يجوز للموظفين أخذها والتصرف فيها دون إذن ممن هو مخول بالإذن في ذلك.

وخشيتكم من المساءلة عن سبب زيادتها لايبيح لكم تملكها والانتفاع بها، أو هبتها للغير؛ لأن ما تحت يدكم من الدواء أمانة. وقد قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}

وقال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {المؤمنون:8}

وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}

وقال صلى الله عليه وسلم "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك" رواه أبو داود.

وخشية الله تعالى ومساءلته أولى بالمراعاة من خشية الناس ومحاسبتهم. وانظري الفتوى رقم: 78878.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني