الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهله رفضوا تزويجه فإذا وقع في الفاحشة فهل يحملون عنه وزره

السؤال

أنا شاب في 25 من العمر، أدرس في ألمانيا، غير متزوج، لقد رغبت أن أتزوج لوجه الله خالص النية من أجل أن أستتر من الحرام، وأطيع الله حق طاعته، فطلبت من أهلي أن يزوجوني لكن رفضوا رفضا تاما بحجة أني أدرس، وقالوا لي: إن الحياة الزوجية متعبة، وإني سوف أدمر حياتي إذا تزوجت. فقمت بالبحث عن زوجة مسلمة أو مسيحية في الدولة التي أنا أعيش فيها، ولا يهمني ما يقوله أهلي، فطاعة الله بالنسبة لي فوق كل شيء، ولكن لم أجد زوجة، فوجدت نفسي أمام طريق مسدود، وأنا أخاف على نفسي من الوقوع في الحرام؛ حيث إن الاختلاط في الجامعة بشكل كبير ولا يمكن تجنبه.سؤالي: هل كل ذنب أرتكبه بسبب أني غير متزوج يعود على من رفض أن يزوجني؟ فأنا قد سعيت سعيا من أجل أن أتزوج لوجه الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت في سعيك للزواج من أجل إعفاف نفسك من الوقوع في الحرام، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك ذلك إنه سميع قريب. فالزواج من الخير الذي ينبغي لمن قدر على مؤنته المبادرة إليه. وانظر الفتوى رقم : 18616.

وإذا تيسر لك الزواج فالحمدلله، وإلا فيجب عليك حفظ نفسك من الوقوع في المعاصي والفواحش باتخاذ الوسائل المعينة على ذلك كالصوم مثلا. وللمزيد راجع الفتاوى : 36423,23244,33101.

ولو قدر أن وقعت في معصية بسبب عدم الزواج فإثم ذلك على نفسك، ومن رفض تزويجك لا يؤاخذ بجريرتك لمجرد كونه قد رفض تزويجك، بل لو افترضنا أنه منعك من الزواج بغير حق، فإنه يكون آثما من جهة منعك من حقك في الزواج، لكن إثم الفاحشة على فاعلها المختار، فاحذر من استدراج الشيطان لك لمثل هذه الوسوسة.

وننبه إلى أن الدراسة في الجامعات المختلطة لا تجوز إلا لضرورة. وراجع في ذلك الفتوى رقم : 2523.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني