الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يؤجر المرء إن أنفق على أهله مبتغيا وجه الله تعالى

السؤال

أنا شخص وأحمد لله على قدر طيب من الالتزام، لي زوجة وأم وولدان، موظف أساهم في بناء مسجد وفتحه وتحفيظ القرآن، أحب أمي كثيرا، كنت سحرت في أول زواجي، وتعبت كثيرا أنا وزوجتي والحمد لله، ثم بحثت عن عقد عمل للسعودية لتحسين وضعي ونفسيتي من آثاره، عملت لثلاثة أعوام، ولكن سددت فيها ثمن الفيزا فقط. والآن أنا سافرت عن غير اقتناع، أشعر أن سفري سعي وراء الدنيا فقط، ليس سعيا على أولادي لن أستمر في السفر، زوجتي وأمي يوافقان أن أسافر عاما أو أكثر، أجمع فيه مبلغا، أعمل به مشروعا ليساعدني مع وظيفتي، علما أني غير راض. تعيش أمي مع أخوين لي وزوجة أخي وزوجتي، أنا في حيرة من أمري، أعود إلى بلدي مع أمي وأولادي وأترك فرصة العمل هذه؛ لأني أشعر أنها ليست عملا يقربني إلى الله؟ وهل أغلقت باب رزق أم أن هذا سعي على رزق أولادي، ويجوز لي أن أحتسب هذا العمل لله، فإن هذا ما سيصبرني على الغربة، وآتي بزوجتي لتعتمر أو تحج، فإني حججت أمي. ماذا أفعل؟ أفيدوني بارك الله فيكم. أحيطكم علما أني صرعت في الحرم، وحينما قرأ علي أحد المعالجين، قال: سحرت بوقف الحال والتفريق، وأنا مختلف مع زوجتي في أمر سفري، هي ترى أن أتحمل ونسافر جميعا، ونربي أولادنا بعيدا عن الفتن؛ لأن إخوتي غير ملتزمين، وأنا أرى أن أعود لمسجدي وأمي، ولا أعرف هل سفري لله يحسب في ميزان حسناتي أم أنه فتنة المال، وليس لله في شيء؟ أرجو السرعة في الرد. أريد أن أقطع عملي نهائيا، وليس معي أي عائد مالي، ولكن كما شرحت لكم أصبحت مسألة دين وقربة إلى الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بالاستخارة واستشارة ذوي الدين والخبرة من أهلك، وبما أنك قطعت مرحلة في موضوع السفر، وحصلت على الفيزا وبدأت العمل، فالأولى عندنا ألا تستعجل حتى تأخذ مبلغا ماليا يمكنك العمل به في بلدك.

وأما عن مسألة السعي في الدنيا، فيمكن أن تصحح نيتك، فتنوى التكسب وتحصيل المال؛ لتعف به نفسك، وتنفق على أسرتك ابتغاء وجه الله.

ففي الحديث: إنك لن تنفق نفقة فتبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك. رواه البخاري.

وفي الحديث أنه: مر على النبي صلى الله وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله، فقال صلى الله عليه وسلم: إِنْ كَانَ خَرَجَ يِسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَاراً فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوُيْنِ شَيْخَينِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانِ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعفَّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رَيِاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ. رواه الطبراني وصححه الألباني.

هذا، ويجب أن تنظر بعين الاعتبار في رضا الوالدة، فبرها مقدم. واحرص كذلك على مراعاة حق زوجتك في إعفافها، فانظر هل يمكنك السفر بها أو الرجوع إليها كل ستة أشهر.

وأما السحر فاسع في علاجه بالرقية الشرعية، وقد بينا الرقية وبعض أحكامها في الفتوى رقم: 80694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني