الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقات العاطفية بين الجنسين مصيرها الفشل

السؤال

أنا فتاة عمري 19 سنة، كنت السنة الماضية قد تعرفت على شاب بواسطة النت، لكننا كنا نتحدث بشكل يومي وعادي كأصدقاء فقط, لكن حينما قرب وقت امتحاناتي لم أكن أدخل النت بشكل يومي، بل وفي بعض المرات كنت أدخل النت مرة كل أسبوع ولذلك طلب مني رقم هاتفي للحفاظ على صداقتنا, فأعطيته رقم هاتفي وتطورت علاقتنا أكثر، فبعد شهر تقريبا من تحدثنا عبر الهاتف طلب مني خطبتي وحتى قبل أن يراني, لأنه أعجب بي كثيرا, إلا أنني رفضت ذلك بفعل دراستي وعلمي المسبق برفض والدي، فطلب مني أن أعده أن لا أكون لغيره وأن نحافظ على علاقتنا إلى حين أوافق على مجيئه، وبعد ذلك كنا نلتقي مرة كل شهر تقريبا، وحينما أصر على خطبتي فاتحت أمي بالموضوع وقد تفهمت الأمر إلا أنها أبت ذلك بفعل الدراسة, وقالت لي أن أصبر سنتين، أو ثلاثا ومن ثم أتزوج منه إن رغبت، وسؤالي هو: هل علاقتي بهذا الشاب ـ رغم معرفة أمي بالأمر ونيتنا الصادقة للحلال ـ حرام؟ وهل إن كانت كذلك يجب علي قطع علاقتي به وعدم التحدث إليه لا عبر النت ولا الهاتف ولا لقائه نهائيا؟ أم علي أن أنقص من ذلك تدريجيا؟ وهل أستطيع أن أعده أن لا أكون لغيره؟ أم هذا الوعد حرام؟ وما معنى الآية: ولا تواعدوهن سرا؟ أريده حقا زوجا لي فهو على خلق حسن وشاب ملتزم وقد أراد أن يأتي منذ العام الماضي لخطبتي وهو الآن يريدني حقا اليوم قبل غد، وأخاف إن قطعت علاقتي به بشكل نهائي أن تتغير علاقتنا، أو أن نفترق، لا أدري ما حكم هذه العلاقة؟ وماذا أفعل؟ وهل نبقى على اتصال ونصبر إلى حين مرور هاتين السنتين؟ أم نفترق؟.
ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمثل هذه العلاقة بينك وبين هذا الرجل الأجنبي عنك محرمة في أصلها، كما بينا بالفتوى رقم: 30003. وإذا كانت هذه العلاقة محرمة شرعا فلا يبيحها علم أمك بها، أو النية الحسنة من ورائها، فإن النية الحسنة لا تحسن العمل السيء، فالواجب عليك قطع هذه العلاقة مع هذا الشاب فورا والتوبة إلى الله تعالى مما سبق ولا تدعي مجالا للشيطان لاستدراجك للوقوع فيما هو أطم وأعظم من مجرد الصداقة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21 }. وراجعي الفتوى رقم: 114055.

ولا ينبغي لك مواعدته بأن تكوني زوجة له لا لغيره فإنك لا تدرين ما قد يحدث من عوارض، أو أنه قد يتركك ويذهب لغيرك فيقع الضرر عليك فكوني على حذر، وانظري الفتوى رقم: 30194. وأما الآية التي أشرت إليها من سورة البقرة فمتعلقة بخطبة النساء في عدتهن، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 3832.

ومما لا شك فيه أن ن أفضل ما يرشد إليه المتحابان الزواج، وبذلك جاءت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 46917.

ولكن لو قدر أنه لم يتم الزواج ففضل الله واسع والرجال غيره كثير، وقد يرزقك الله من هو خير منه، وكم من زواج قام على مثل هذه العلاقات العاطفية كان مصيره الفشل، وخاصة ما يكون بسبب التعارف عن طريق النت في الغالب الأعم، وأما العشق وتعلق القلب بالمحبوب فعلاجه ميسور، وقد بيناه بالفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني