الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع لعضو الجمعية أن يتجر في حصة الجمعية في الغاز لحسابه

السؤال

أنا عضو في جمعية أهلية، وكذلك موظف بمجلس المدينة. تقدمت لمكتب التموين للحصول على حصة من أنابيب البوتاجاز للاتجار بها مع أبناء قريتي، وعن طريق معارفي استطعت توفير حصة، ولكن باستخدام اسم الجمعية الأهلية التي أنا عضو بها، والتي لم يكن ليخصص لها لولا جهودي التي بذلتها واستخدام نفوذي مع الموظفين.
وأنا الآن أنوى الاتجار باسطوانات الغاز لحسابي الشخصي؛ علما أنني أقوم بدفع كامل التكاليف، ولم يلزمني من الجمعية سوى استخدام اسمها فقط، ولم يسبق لجمعية أخرى الحصول على مثل هذه الحصة.
فما حكم الدين في قيامي بهذا المشروع لحسابي الشخصي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك الاتجار في تلك الاسطوانات المخصصة للجمعية لحسابك الخاص، ولو كان تخصيصها للجمعية عن طريقك وبسبب جهودك لكنها لم تخصص لك، وبالتالي فإن ذلك الفعل يعتبر خيانة للأمانة التي اؤتمنت عليها ما لم يؤذن لك في ذلك من قبل من هو مخول بالإذن فيه. ففي الصحيحين عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل النبي صلى الله عليه و سلم رجلا من بني أسد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي، أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا، والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر. ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ثم قال: اللهم هل بلغت مرتين.

وروى أبو داود من حديث عدي بن عميرة الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس، من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة. فقام رجل من الأنصار أسود كأني أنظر إليه فقال: يا رسول الله اقبل عني عملك. قال : وما ذاك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا . قال صلى الله عليه وسلم: وأنا أقول ذلك، من استعملناه على عمل فليأت بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذه، وما نهي عنه. انتهى.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هدايا العمال غلول. صححه الألباني.

وما أوتيته بسبب عملك ومنزلتك فيه ليس لك، وإنما هو لجهة العمل، وليس لك الانتفاع به في خاصة نفسك. وقد ذكرت أن قنينات الغاز للجمعية لا لك.

ثم إن المال العام حرام بل قيل أشد حرمة من المال الخاص لما في البخاري من قوله صلى الله عليه وسلم: إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة.

فاتق الله تعالى فيما اؤتمنت عليه قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني