الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى وقوع الطلاق بعبارات الوعود والافتراضات

السؤال

أنا متزوج منذ سنتين ـ والحمد لله ـ أنا وزوجتي حريصان على ديننا ومتفاهمان عموما في حياتنا الزوجية ومنذ أيام كانت زوجتي تحدثني عن سوء معاملة إحدى قريباتها لزوجها فقلت إنني لا أتصور نفسي أعيش مع امرأة كهذه فقالت لي مازحة: ماذا لو أصبحت معاملتي لك مثلها ـ فأجبتها مبتسما: ترجعين إلى بيت أهلك بالطبع ـ وسابقا في بعض الأحيان أقول لها: إن فعلت كذا، أو إن لم تفعلي كذا، أذهب بك إلى بيت أهلك ـ بقصد الحث على عدم فعل الشيء، أو فعله، وكنت أتجنب الألفاظ المشتقة من الطلاق مخافة أن يقع، لأنني أعلم أنه لا مزاح في الطلاق، ومنذ مدة قرأت في بعض الكتب الفقهية أن للطلاق ألفاظ كناية فأصبحت متخوفا أن ما ذكرته من ألفاظ الكناية وهل الصيغ التي قلتها فيها تعليق للطلاق؟ أم هي فقط تدل على الوعد بإيقاعه في المستقبل؟ أجيبوني بسرعة من فضلكم فالتفكير في هذا الموضوع يعذبني ويؤرقني بالرغم من أن زوجتي قالت إنها متأكدة أنها دائما ما امتثلت لما أطلب لتجنب كل تأويل وأنا لم أعد أذكر الأشياء التي اشترطتها ولا هي تذكرها وهناك صديق لي طالب علم قال لي إن كل هذا لا يقع به طلاق حتى لو فرضنا أن زوجتي لم تمتثل لأمر ما، لأن ما قلته يعتبر وعودا في المستقبل وأن هذا من وساوس الشيطان خاصة وأنني منذ أشهر صار عندي وسواس في العبادات، ولكن قلبي لم يطمئن لما قاله، من فضلكم لا تحيلوني على فتاوى أخرى ونفعنا الله بعلمكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما قاله لك صديقك حق فلا يترتب على ما قلت طلاق، فالعبارات التي ذكرت من قبيل الوعود والافتراضات يضاف إلى ذلك أنها كنايات تفتقر إلى نية الطلاق، فأرح نفسك ولا تسرسل في الوساوس والشكوك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني