الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرمة الكذب في أوقات الحضور للدوام هربا من العقاب

السؤال

لدي مشكلة بسبب مواعيد العمل؛ حيث إن لي ورقة كبقية الموظفين لكتابة الحضور والانصراف، ومدة الورقة شهر، وتسلم للمدير بعد كل شهر، وأنا مواعيدي الرسمية 8 صباحا، وأنا آتي متأخرا أحيانا تكون العاشرة. الشركة لها مديران، مصري وسعودي. المصري يتابع أخبارنا، والسعودي أحيانا ينزل شهرا أو أسبوعا.
فلما رأى المدير المصري ورقة الشهر الماضي، وجد مواعيدي متعبة طول الشهر، وقال لي لن ينفع أن ينظر إليها المدير، وقال سوف يعطيني ورقة جديدة أكتب فيها أني أذهب فيها العمل الساعة الثامنة فأنا لا أريد أن أفعل ذلك، ولو وصل الأمر أني أترك الشغل، لأني أعتبرها كذبا. فما الحل بأسرع وقت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بتحريك للحلال واستفسارك عما أشكل عليك من أمر دينك، وما ذكرته عما أرشدك إليه المدير لا يجوز لك قبوله وكتابة أوقات غير صحيحة لحضورك، بل يجب عليك أن تبين الحقيقة، وتذكر أوقات الدوام التي كنت تحضر فيها إلى العمل، وإن كان لك عذر في ألتأخير بينته، واعلم أن عاقبة الصدق لا تكون إلا إلى خير إن عاجلا وإن آجلا. وقد قيل: الصدق منجاة والكذب مهواة. وقد أمر الله بالصدق.

فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ {التوبة:119}.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. رواه مسلم..

ثم اعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن اتق الله يسر أمره، وفرج كربه، ورزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3،2}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني