الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بإدارة نظم وبرامج مصنع يتعامل مع البنوك

السؤال

مجال عملي نظم المعلومات. أنا حاليا غير مرتبط بالشركة التي كنت أعمل بها وأبحث عن عمل جديد، قد أجد عملا في مصنع نشاطه حلال ( مثلا مصنع معادن ومطابخ معدنية) ولا أعلم إن كان المصنع يتعامل مع البنوك الربوية سواء بالإيداع أو بالاقتراض بفوائد أو بالتسهيلات البنكية كما تفعل كثير من الشركات المصرية أم لا، كما لا أعلم إن كان المصنع يومِّن على أصوله أم لا.. ترغب إدارة المصنع في تطبيق نظام إداري باستعمال الحاسب الآلي اصطلح على تسميته بنظام "تخطيط موارد المؤسسات" وهو نظام متطور ومتكامل مبني بالحاسب الآلي لإدارة أقسام مختلفه بالمصنع مثل: المبيعات والمخازن والمشتريات، والتصنيع والتكاليف والموارد البشرية ( حضور وانصراف الموظفين- الأجور- ...) كما أن هذا النظام يشمل برمجيات محاسبية خاصة بالكثير من أعمال الإدارة المالية، هذا النظام قد يشمل برمجيات وتقارير مخصصة للمعاملات البنكية والتأمينية إن وجدت والتعامل معها محاسبيا (أنا أجهل المحاسبة ولكن أخبرني أحد الأشخاص أن به خانة مخصصة للفوائد البنكية إن وجدت)، المطلوب مني في هذا النظام: أن أكون حلقة الوصل بين المصنع والشركة المنتجة للنظام أثناء بناء النظام، وتوفير الاتصال بين الشركة المنتجة للنظام والمواقع التي يتم تطبيق النظام فيها من خلال الإنترنت وإجراء أية تعديلات على النظام يتطلبها العمل، ولتدريب كافة الموظفين (بمن فيهم المحاسبون) علي التعامل مع النظام والتأكد من أن كافة جوانب النظام تعمل بكفاءة والحفاظ على سلامة كافة البيانات (يتم أخذ نسخ احتياطية من البيانات المخزنة من أقسام مختلفة بما فيها بيانات الإدارة المالية باستمرار) وتوفير الطابعات للعاملين على النظام، يعد هذا النظام من التكنولوجيات الحديثة، وعملي على هذا النظام يضيف لي خبرات جديدة ويوفر لي فرصة عمل.
فهل يجب علي السؤال عند التقدم للعمل إذا كان المصنع يتعامل مع الفوائد البنكية أو يؤمن على ممتلكاته أم لا؟ وهل هذا العمل حلال (هل فيه كتابة للربا أو إعانة عليه إن كان موجوداً)، أم الأولى أن أحاول التغيير الممكن رغم ما قد يتطلبه ذلك من وقت ومجهود؟ أعتذر بشدة على الإطالة وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج عليك في هذا العمل ما دام نشاط المصنع مباحاً ولو كان يتعامل مع البنوك الربوية، أو يؤمن على أصوله، لكن إن عرض لك في مجال عملك ما يتصل بأمر محرم مثل ما إذا انتدبت للإشراف على برنامج خاص يسهل معاملة المصنع والبنك الربوي فيلزمك الامتناع عن ذلك لما فيه من الإعانة على الحرام، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.

وأما العمل من أصله في المصنع المذكور وإدارة برامجه ونظمه فلا حرج فيها إلا أن يعرض في العمل ما يخرج عن ذلك الأصل العام، وهذا ما أشرنا إليه في الفتوى رقم: 140990.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني