الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توزيع الحلوى بمناسبة ختم القرآن وهل يمدح أويعاب من أتى بشيء كثير أو يسير

السؤال

بفضل الله كان في الأمس حفل ختمتي للقرآن الكريم ، وكالعادة في حفل ختم أي حافظة في مركزنا تأتي الحافظة بالحلويات أو العصير لتوزعها على الحاضرات بعد قراءة الدعاء ، ولكني اشتريت مجسما كبيرا بعض الشيء وعليه الحلويات ، وكان معي في الحفلة ثلاث خاتمات أي أننا كنا أربع خاتمات ، ولكني أحضرت المجسم وهن أحضرن أشياء صغيرة ، ومجسمي كان كبيرا وواضحا ، قسماً بالله لا أقصد التفاخر والتباهي ، ولكني أريد أن أبين مدى الفرق ، وشعرت من خلال نظرات أعينهن أنهن كن يردن إحضار مثل هذه الأشياء، ولكن ظروفهن المادية أو سبب لا أدري ما هو منعهن من إحضار مثل تلك الأشياء ، ولكني كل لحظة يراودني مشهدهن وأشعر بالحزن لأنني بالغت كثيرا ، ولكنني كنت فرحة بختمتي لأنني كنت أنتظر هذا اليوم وأجاهد لأختم كتاب الله ، ومن الممكن أنهن لم يحزن ولكنني أشعر بداخلي أني أخطأت. أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل لأتخلص من هذه المشكلة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك بما أنعم الله به عليك من حفظ القرآن، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك العون على العمل به، وتعليمه، والاشتغال بتلاوته دائما، ثم إن الأصل هو مشروعية البذل والإنفاق في إطعام الحاضرين للحفلة المذكورة، إذا كانت تقام على سبيل الشكر من دون اعتقاد لسنيتها ولم يكن هناك مباهاة.

وإذا جاز الإنفاق في ذلك، وكانت الحافظات أربعا فلا حرج في إتيان كل منهن بما تيسر لها، فالمقلة تأتي بما تستطيع، ومن عندها إمكانية تزيد على ذلك من دون مباهاة. فقد قال تعالى : لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: لما أنزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا مراء، وجاء رجل فتصدق بصاع فقالوا إن الله لغني عن صاع هذا فنزلت : الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {التوبة:79}.

ففي هذا الحديث دليل على مشروعية تفاوت الناس في الموضوع المشترك بينهم بحسب طاقة كل منهم، وأنه لا يعاب على واحد منهم، وأن انتقادهم على ذلك من شيم المنافقين. فليست هنا إذا مشكلة، ولا ينبغي لك أن تكبري الموضوع، فالأمر يسير .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني