الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع إعطاء تصريح صيانة إذا علم أن المستخدم سيلوث البيئة

السؤال

أعمل في الصحراء في شركة بترول كمسؤول عن حماية البيئة. يقوم مدير عام الحقل والمسؤول عن الموقع بأعمال ينتج عنها مخالفات بيئية كتلوث المياه الجوفية بمياه سامة يلقيها في الصحراء دون أن يعالجها، وأحيانا يطلب مني تصريحا لصيانة إحدى الآلات التي تكون أداة لإنتاج الزيت المصحوب بالمياه الملوثة التي يرميها في التربة - فأقوم بالتأكد أن الذي يقوم بعملية الصيانة لن يتعرض لأذى أثناء عملية الصيانة، وأكتب في التصريح أنه لا يجب البدء في هذا العمل إلا بعد التأكد من أن هذا العمل لا ينتج عنه مخالفات بيئية أثناء الصيانة أو تشغيل المعدة، ولكنه لا ينتبه لما أكتبه ويستمر في تلويث البيئة.
فهل أتحمل ذنبا فيما يفعله ذلك المدير من مخالفات بيئية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا أدى السائل ما عليه من أمانة عمله، وكانت تقاريره وما يمنحه من التصاريح موافقا للوائح العمل، فلا يتحمل أخطاء غيره ولا يشاركهم إثمهم. هذه هي القاعدة.

وفي ضوء ما ذُكِر في السؤال، فالظاهر أن التصريح المذكور في السؤال لا يصح إعطاؤه طالما أن السائل على يقين من أن من يعمل هذا العمل سوف يرتكب مخالفات بيئية أثناء الصيانة أو التشغيل؛ وكتابة السائل للعبارة المذكورة ليس لها عندئذ كبير فائدة. ولا بد هنا من التنبيه على أن حق النصيحة قائم حتى ولو لم ينتصح المنصوح، ثم إن المخطئ في عمله إن نصِح وتكرر نصحه فلم يقبل، ففي رفع أمره للمسئولين نصيحة لعموم المسلمين. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 137385، 135643، 147275.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني