الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموظف إذا قام بواجبه ونصح وبين المخالفات فلا يضره أخطاء غيره

السؤال

بخصوص الفتوي رقم: 2304996، المتعلقة بهل يشرع إعطاء تصريح صيانة إذا علم أن المستخدم سيلوث البيئة؟ أحيطكم علما بأن التصريح الذي أقوم بالتوقيع عليه يتكون من ثلاثة أجزاء كل جزء منها يوقع من قبل مسئول عن هذا الجزء، أما الجزء الأول فيملأ البيانات الخاصة به من سيقوم بالعمل، أو المشرف على إتمام العمل ويكتب به خطوات العمل، والجزء الثاني خاص بإدارة السلامة وحماية البيئة ومكتوب به مجموعة من الإرشادات لوقاية العاملين من الإصابه أثناء أداء العمل وأقوم باستكمال هذا الجزء بصيغة أنه لا يجب البدء في هذا العمل إلا بعد التأكد من أن هذا العمل لا ينتج عنه مخالفات بيئية أثناء الصيانة،أو تشغيل المعدات، أو كتابة عدم إلقاء مخلفات تؤدي إلي تلوث البيئة والتوقيع ثم أوجه التصريح إلي المسئول عن المنطقة الذي لديه السلطه لبدء العمل المدون بالتصريح، أو إلغاؤه ثم هناك جزء في نهاية التصريح يمثل تعهدا من مشرف العمل بإعادة الوضع لما كان عليه قبل العمل ولكن هذا لا يحدث، فدوري في التصريح توضيح المخاطر والمخالفات للمسئول عن المنطقة وهو الذي يقرر بدء العمل من عدمة ولكنه يتبع السياسة السائده في الشركة وهي الاهتمام بالإنتاج على حساب البيئة بسبب تهاونه بالمخاطر البيئية، أو خوفه ممن يرأسه، وقد قمت بإبلاغ العديد من المسئولين عن هذه المخالفات وأصدرت العديد من المذكرات التي توضح هذه المخالفات ولكن لا يستجيب أحد، وامتناعي عن ملء وتوقيع الجزء الخاص بي قد يعرضني للعقاب من قبل المسئول عن الحقل الذي أعمل به، فهل قيامي بأداء هذا الدور يجعلني آثما؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكرنا في الفتوى السابقة أن السائل إذا أدى ما عليه من أمانة عمله، وكانت تقاريره وما يمنحه من التصاريح موافقا للوائح العمل، فلا يتحمل أخطاء غيره ولا يشاركهم إثمهم، وما دام الأمر كما أوضح السائل هنا، من أنه يبيِّن المخاطر والمخالفات للمسئول عن المنطقة، وأنه قد أصدر العديد من المذكرات التي توضح هذه المخالفات وقام بإبلاغ العديد من المسئولين عنها، دون استجابة، فالذي نراه ـ والله أعلم ـ أنه قد أبرأ عهدته بذلك، وتبقى التبعة على هؤلاء المسئولين المتهاونين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني