الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع نشر كتاب يحوي مخالفات في العقيدة

السؤال

طُلب مني كتابة كتاب (وهو مخطوطة) على الكمبيوتر من أجل تنسيقه ونشره، وهو يحتوي على ما أرى أنه مخالف للعقيدة، فهو يحتوي على فصل اسمه "في زيارة المشهد الحسيني وبقية مدافن آل البيت رضي الله عنهم بمصر"
فهو يحث على زيارة ضريح الحسين، من أجل الدعاء هناك، ومن أجل حصول البركة هناك، وأن هناك "الغوث الجامع" يأتي كل يوم ثلاث مرات إلى الضريح ليُستجاب لمن يدعو هناك، ويذكر فصل اسمه "ذكر إحياء يوم الثلاثاء بزيارة مشهد الحسين رضي الله عنه ومجيء السادة الخلوتية في ذلك النهار بخصوصه" وذكر فيه قصصا لإحياء يوم الثلاثاء عند ضريح الحسين بالذكر وغيره من أجل حصول البركة، وبالدعاء من أجل الاستجابة عند المشهد الحسيني في هذا اليوم، وذكر المؤلف أيضا قصائد يمدح بها آل البيت ويتوسل فيها بالإمام الحسين فيقول مثلا:
هم عياذي وعمدتي وملاذي *** وهم نصيري إذا طلبت نصيرا
هم غياثي من شر يوم عبوس *** إنه كان شره مستطيرا
فهو يستغيث بآل البيت الموتى، ويستنصرهم حتى في يوم القيامة
ويقول أيضا في قصيدة أخرى:
يا آل طه من أتى حيّكم *** مؤملا إحسانكم لا يُضام
لُذنا بكم يا آل طه وهل *** يُضام من لاذ بقوم كرام
تزدحم الناس بأعتابكم *** والمنهل العذب كثير الزحام
من جاءكم مستمطرا فضلكم *** فاز من الجود بأقصى مرام
يا سادتي يا بضعة المصطفى *** يا من لهم في الفضل أعلى مقام
أنتم ملاذي وعياذي ولي *** قلب بكم يا سادتي مستهام
وحقكم أني محب لكم *** محبة لا يعتريها انصرام
وقفت في أعتابكم هائما *** وما على من هام فيكم ملام
يا سبط طه يا حسينا على *** ضريحك المأنوس مني السلام
مشهدك السامي غدا كعبة *** لنا طواف حوله واستلام
بيت جديد حل فيه الهدى *** فصار كالبيت العتيق الحرام
تفديك نفسي يا ضريحا حوى *** حسينا السبط الإمام الهمام
إني توسلت بما فيك من *** عز ومجد شامخ واحتشام
يا زائرا هذا المقام اغتنم *** فكم لمن يسعى اليه اغتنام
ينشرح الصدر إذا زرته *** وتنجلي عنه الهموم العظام
كم فيه من نور ومن رونق *** كأنه روضة خير الأنام
صلى عليه الله طول المدى *** ما غردت في الروض ورق الحمام
أسألك اللهم يا ربنا *** يا من تجلى بالبقا والدوام
اغفر لعبد الله ما قد جنى *** وارزقه عند الموت حسن الختام
فأرى فيها ما يخالف العقيدة من طلب العوذ واللوذ من الموتى والتوسل بهم، وتشبيه ضريح الحسين بالكعبة، والطواف حوله واستلامه كما يُفعل عند الكعبة، وتشبيه الضريح بأنه روضة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويقول المؤلف بعد هذه القصيدة "وقد وفقني الله تعالى لخدمة آل هذا البيت الشريف، فنظمت ديوان شعر في مديحهم، والتوسل بهم، وبيان كمالاتهم، وسميته الألطاف في مدائح الأشراف، فمن أرداه فليرجع إليه، أمدّنا الله تعالى بمددهم"
فهل يجوز لي بناء على ذلك المساهمة في نشر هذا الكتاب بكتابته على الكمبيوتر من أجل تنسيقه ونشره؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تعين على نشر هذا الكتاب لما فيه من مخالفة الاعتقاد الصحيح، ولما اشتمل عليه من البدع والضلالة، بل عليك أن تنصح لأصحابه على قدر طاقتك، وراجع تفصيل ذلك في الفتويين رقم: 132191، 97168.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني