الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزويج الولد هل هو أولى أم صدقة التطوع وعمرة التطوع

السؤال

لدي ولد يبلغ من العمر 25 سنة، منذ أكثر من سنة وهو يلح علي أنه يريد الزواج خوفا من الوقوع في الحرام. ولكني أطلب منه الانتظار، وأطلب منه أن يجمع له مبلغا من المال، ولكنه لا يملك شيئا، ويطلب مني أن أقوم بمساعدته في مصاريف الزواج كافة، وأقول له إن راتبه لا يكفي ليصرف على زوجه، وهو يقول لي دائما إن الزواج بركة من رب العالمين، وإنه إذا تزوج سوف يمن الله عليه بالرزق والخير، علما أنه في أول مره فاتحني في الحديث قبل سنة فطلبت منه الانتظار إلى أن أقوم بالانتهاء من الأقساط التي علي، وبعد الانتهاء من الأقساط لم أف بوعدي له، ومرة أخرى وعدته قبل عدة شهور خلال أسبوعين أن أقوم بخطبة له ولم أف بوعدي له، ووعدته مرة أخرى قبل ثلاثة أشهر بتأجيل الموضوع لأني أريد أن أقوم بصيانة المنزلين واحد للإيجار والثاني الذي نسكن فيه، وقلت له عليه نسيان الموضوع الى الانتهاء من تجهيز البيت.
ماحكم الوعد الذي وعدته ولم أف به؟ علما أنني ذهبت إلى العمرة، وأخبرني بعض الأصدقاء أنه هناك مشكلة لأني ذهبت للعمرة وولدي يريد الزواج. علما أنني أقوم بدفع بعض من مالي للمساعدة في بناء المساجد في الدول الفقيرة، وأن الأولى أن أقوم بمساعدته في هذا المال للزواج بدلا من الذهاب إلى العمرة والمساهمة في بناء المساجد . ماحكم ذلك أيضا؟ والآن قد تغير حاله تماما، فأصبح غير مهتم في البيت وإخوانه علما هو أكبر ابنائي من الأولاد، وأعتمد عليه في المنزل في غيابي. أصبح لا يأكل من البيت، ولا يهتم بأي أحداث تحدث في البيت. أشيروا علي. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان ينبغي لك أن تبادر بتزويج ولدك إن كانت لك قدرة على ذلك كما هو الظاهر، فإن الفتن قد كثرت في هذا الزمن كما لا يخفى، ثم إن ما أخبرك به ولدك من أن الزواج سبب في سعة الرزق والإعانة من الله تعالى حق بلا شك، فقد قال الله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم الناكح يريد العفاف. رواه الترمذي وحسنه.

وقد كانت معونتك له متأكدة مع وعدك له بذلك، وإخلاف الوعد ليس من سمات المؤمنين، ويتأكد ذلك أيضا خروجا من خلاف من أوجب إعفاف الولد على الوالد من أهل العلم. وانظر الفتوى رقم: 135480 .

وإذا كان الأمر قد وقع على ما أخبرت به، فننصحك أن تبادر بتزويج ولدك فهو خير لك وأنفع، وهو أولى من صدقة التطوع وعمرة التطوع لما فيه من صلة الرحم والخروج من خلاف العلماء. وأما ما مضى من صدقة تصدقت بها أو عمرة أديتها فهو صحيح إن شاء الله، ونرجو أن يكون مقبولا تثاب عليه وتنتفع به عند الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني