الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخبير المالي المتبرع بعمله إذا أثمر جهده فطالب بأجرة فهل يجب دفعها له

السؤال

منذ فترة تعرضت للخسارة في البورصة، وأصبحت أرباحي عائمة ما بين الربح والخسارة، ولجأت لشخص خبير أردت منه الاستشارة فقط، ولكنه عرض علي خدماته، وطلب مني أن أسلمه إدارة محفظتي كي يتمكن من استعادة الربح العائم فيها، وسألته عن المقابل فأخبرني أنه لا يريد مني أي شيء سوى الدعاء، وسألته عن سبب كرمه الزائد، فأخبرني بأنه لا يرضى لأحد أن يضيع ماله، فسلمته المحفظة، ولو كان يريد مقابلا، ما كنت لأعطيه إياها بسبب عجزي عن الدفع له في تلك الفترة. مرت الأمور على ما يرام حتى اختلفنا ذات مرة واختلاف بسبب سوء فهمه لي، فهو كما يبدو أن الكبر أغشى بصيرته، فإذا بي أفاجأ به بعد أن استردت المحفظة عافيتها، وقد حدد لنفسه النسبة التي يريد دون حتى الرجوع لي، وبدأ يطالبني بحقه، والحقيقه أنه لو كان الموضوع على هذا النحو ما كنت لأسلمه إياها، فهذا الشيء جعلني أشعر كما لو أنه غرر بي وغشني، وهو منذ أن استلمها ما كان بيننا أي شرط، وأخبرني أنه لا يريد شيئا، هذا كله جعلني أستاء منه كثيرا، وأشعر أن ليس له الحق فيما يطلب رغم تقديري لما فعله من أجل أن تعود كما كانت.. هل ما فعله بي من تغرير جائز؟ هل فعلا له الحق بأن يطالب بحقه بهذه الطريقة ؟ وهل أنا آثم إن لم أعطه ما يطلبه أو أعطيته جزءا منه وتغاضيت عن الباقي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان هذا الشخص قد صرح لك بأنه لا يريد عوضا عن إدارته للمحفظة، وإنما هو متبرع بعمله فليس له حق في ذمتك، لكن ما دامت نفسه تتشوف إلى ذلك، وقد أثمر جهده واستعدت بعض أموالك أو كلها، فمن رد الجميل إليه إعطاؤه شيئا تطيب به نفسه قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) لكن لا يلزمك شرعا أن تؤدي إليه شيئا لقبوله للعمل متبرعا به، وقد صرح بذلك كما ذكرت.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني