الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعى أباه دون إخوته فخصه بهبات فهل يشرع له الانتفاع بها دونهم

السؤال

نحن خمسة إخوة عاش جميع إخوتي في الخارج وألقوا علي مهمة رعاية والدي حتى الممات، وخلال العشرين سنة التي رعيت فيها والدي كان يساعدني ماليا لضعف دخلي المالي، فساعدني على شراء سيارة وشراء شقة وكان يمدني بالمال بنفس طيبة لا يريد مني سدادها لقاء رعايتي له، وبعد وفاته ـ رحمه الله ـ طلب مني بعض إخوتي إرجاع ما دفعه إلي، فما حكم ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فما دفعه إليك والدك هبة منه في حياته طيبة به نفسه لبرك به ورعايتك له فلا حرج عليك في تملكه والانتفاع به ولا يلزمك سداده بعد موته، فقد نص أهل العلم على أن للأب تخصيص بعض أبنائه بالعطية لبره به وخدمته له ونحوه، قال ابن قدامة في المغني: فإن خص بعضهم لمعنى يقتضي تخصيصه مثل اختصاصه بحاجة، أو زمانة، أو عمى، أو كثر عائلة، أو اشتغاله بالعلم، أو نحوه من الفضائل .. إلى أن قال: فقد روي عن أحمد ما يدل على جواز ذلك.

وقد ذكرت أنك كنت الراعي لأبيك دون سائر إخوانك وهذا معنى لو خصك لأجله بعطية فلا حرج عليه، وبالتالي فلا يلزمك سداد ما وهبك إياه والدك في حال صحته ورشده طيبة به نفسه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني