الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العبرة في حل العمل أو حرمته بنود العقد ومجال العمل ومآله

السؤال

أعمل عند شخص في محل لصيانة الحواسيب، والمشكلة أنني قبل أن أعرف هذا الشخص طلب مني أحد أصدقائي أن أركب له برنامج ويندوز مقرصن في حاسبه ـ وهو كما تعلمون كسب حرام والله أعلم ـ وكان هذا هو السبب الذي تعرف علي به صاحب المحل، وكان هذا قبل سنتين وأنا أعمل معه، والسؤال: بما أن الأمر الذي تسبب في دخولي لهذا العمل هو تركيب ويندوز مقرصن، فهل تنبني عليه حرمة العمل؟ فأنا كثيرا ما أفسر الأمور هكذا لأن الشيء الذي تسبب فيه أمر حرام، فهو حرام وإن كان حلالا، فمثلا لو نظرت لفتاة نظرة فتنة ثم تسببت النظرة في أن وجدت عنوانا لعمل فأقول في نفسي لو لم أنظر نظرة حرام لم أكن لأرى العنوان فلا أستفيد منه، أتمنى أن يكون السؤال مفهوما، وأتمنى أن تكون الإجابة شافية، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فلا حرج عليك في عملك إن كان فيما هو مباح، وأما السبب الذي ذكرته فلا تأثير له في العمل، لأنه ليس من شروطه ولا من أركانه، والعمل ينظر فيه إلى عقده ومجاله ومآله فحسب، والسبب في عملك هو فضل الله تعالى، وما اكتسبته من خبرة تؤهلك للعمل في ذلك المجال، وهذا هو ما يعتبره صاحب العمل، وقد تعاقد معك لأجله لا لأجل أنك نزلت برنامجا مقرصنا، وبالتالي فلا تأثير لما ذكرته في عملك ولا ما مثلت به من الهواجس التي تراودك، وينبغي الإعراض عنها صفحا، لئلا تنقلب وساوس، وتتمكن منك ثم تؤدي بك إلى ما لا تحمد عاقبته من الشك في كل شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني