الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز اعتقاد فضل دعاء ما بحديث لم يثبت

السؤال

ما صحة هذا الدعاء؟ من قال هذا الدّعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان غفرت له ذنوب أربعين سنة: اَللّـهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذي أنْزَلْتَ فيهِ الْقُرْآنَ، وَافْتَرَضْتَ على عِبادِكَ فيهِ الصِّيامَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ في عامي هذا وَفي كُلِّ عام، وَاغْفِرْ لي تِلْكَ الذُّنُوبَ الْعِظامَ، فَاِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلاّمُ، وما صحة هذا الحديث؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الدعاء لا أصل له في شيء من كتب السنة، ولم يذكره أحد من أصحاب الصحاح ولا السنن ولا المسانيد ولا المعاجم والأجزاء، ولا ذكره حتى من صنفوا في الموضوعات، بحسب بحثنا عنه ولم نجده مذكورا إلا في بعض مواقع أهل البدع على الشبكة العنكبوتية، ومن ثم فنحن نجزم بأنه مما لا أصل له عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز اعتقاد ما اشتمل عليه من فضل وأنه سبب في مغفرة ذنوب أربعين سنة، وإن كان معنى هذا الدعاء لا يشتمل على محظور شرعي، ونحن نهيب بعموم المسلمين أن يعتنوا بالأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيها خير وبركة، وأن يتحققوا من ثبوتها عنه صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى مظان ذلك في كتب أهل العلم وأن لا يتلقوا شيئا من ذلك إلا عن مصادره الموثوقة فإن نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليست بالأمر الهين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني