الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وضع رابط لموقع دعوي في مواقع تحتوي على مواد غير منضبطة

السؤال

شخص لديه موقع ويب، ويريد لموقعه أن يصبح أكثر رواجا، فهل يجوز له أن يضع جملة في الموقع يطلب فيها من زوار الموقع أن يساعدوه في نشر الموقع من خلال وضع رابط له في مواقعهم أو مدوناتهم؟ والإشكال هنا أنه قد تحتوي بعض مواقع هؤلاء الزوار على مواد غير منضبطة بالشرع وقد يضعون الرابط في مواقعهم بناء على طلبي الذي ربما يكون موضوعا في صفحات تحتوي على مواد غير منضبطة بالشرع؟ فهل يجوز لي رغم ذلك أن أطلب من الزوار وضع رابط لموقعي في مواقعهم؟ ومن ناحية أخرى، في إطار الترويج للموقع كذلك هنالك في الأنترنت ما يعرف بدليل المواقع ويشتغل كما يلي: أنت تطلب من الدليل أن يضيف رابطا لموقعك لديهم ولن يفعل صاحب موقع الدليل لك ذلك حتى يتأكد من أنك وضعت رابطا للدليل في موقعك، والإشكال هنا: أنه قد يحتوي هذا الدليل على روابط لمواقع فيها مواد غير منضبطة بأحكام الشرع أو قد يحتوي هو أصلا على إعلانات غير منضبطة بأحكام الشرع، فهل يجوز إضافة الموقع بهذا النوع من الدليل؟ وفي حالة اتضح أن هذا الفعل غير جائز وأنه سبق لي أن أضفت موقعي في عدة مواقع دليل ووضعت روابط لها في موقعي، فهل يكفيني عندها التوبة ونزع روابط مواقع الدليل من موقعي؟ بمعنى أنه حتى لو محوت روابط مواقع الدليل من موقعي، فقد يبقى الرابط لموقعي موجودا في الدليل وبالتالي سيجلب لي مزيدا من الزوار، فهل علي حرج في ذلك؟ وإلا فما الحل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من وسائل الدعوة إلى الخير المطلوبة شرعا أن يروج المسلم للمواقع المفيدة ـ سواء كانت له أو لغيره بأي وسيلة مشروعة ـ وأن يطلب من أصحاب المواقع أن يساعدوه في نشر موقعه من خلال وضع رابط له في مواقعهم أو مدوناتهم ولو كانت مواقعهم غير منضبطة، فإن الحق لا يترك لأجل الباطل، ولأن ذلك يمكن أن يدل من يدخل على هذه المواقع على الخير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. رواه مسلم وغيره. وفي رواية غيره: الدال على الخير كفاعله.

أما المواقع التي لا تتقيد بضوابط الشرع أو تنشر الفساد والمحرمات فلا يجوز الترويج لها ولا وضع عناوينها على المواقع المنضبطة بالشرع، لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة: 2}.

ثم هذا الإعلان للموقع المنحرف دعوة إلى الضلالة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا. رواه مسلم.
ولذلك، فإذا كنت قد أضفت عناوين هذا النوع من المواقع فعليك أن تزيله وتتوب إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أما بقاء موقعك فيها فلا حرج فيه، بل ربما يكون سببا لهداية من يدخل عليها كما أشرنا، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 37336، 36444، 129972.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني