السؤال
فتاة ملتزمة تعمل في محل النت يعني سيبر كافيه، وهي في بعض الأحيان تضطر لتحميل الأغاني والكليبات والأفلام للزبائن في هواتفهم النقالة، وهي مرغمة على ذلك، في بعض الأحيان هي ترفض، ولكن صاحبة المحل تعترضها، وهناك من يريدون تحميل أشياء من الدين (القرآن,المحاضرات,الأناشيد الدينية,أحاديث إلى غير ذلك من الدين ) وهي تقول لم تجد عملا غير هذا، ومكان عملها قريب من البيت، وهي تخصص إعلام آلي .
السؤال: ما هو حكم ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فصلنا القول في حكم عمل المرأة في المكان المختلط، وبينا حال الضرورة من غيرها في الفتوى رقم: 93897، والفتوى رقم: 132431 والفتوى رقم: 19233.
وفي حال جواز عمل هذه المرأة في هذا المحل فيجب عليها أن تمتنع عن تحميل الأشياء المحرمة للزبائن وتبين لصاحبة المحل حكم الله في هذا الأمر وتحريمه لأنه من التعاون على الإثم والعدوان المنهي عنه بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. [المائدة: 2].
فإن أصرت على حملها على إعانة الزبناء على الحرام فيتعين عليها أن تترك هذا العمل ثقة بالله وتوكلا عليه، وتجتهد في السعي للبحث عن عمل حلال، ولتتذكر قوله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.{الطلاق3، 4}
وفي الحديث الشريف: إن روح القدس نفث في روعي إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم في الحلية وصححه الحاكم والألباني.
وفي الحديث الآخر: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه شعيب الأرناؤوط.
فإن لم تجد عملا وكانت مضطرة إليه فيرخص في مواصلة العمل في هذا المحل مع الجد في البحث عن بديل يغنيها عنه، وراجعي في بيان الضرورة وللمزيد فيما تقدم الفتويين : 114361 ، 136773
والله أعلم.