السؤال
يا أستاذ أنا على وشك الانتهاء من الدراسة، وأقطن في الشمال، وإذا لم أجد عملا، فهل يحق لي الذهاب إلى الجنوب؟ مع العلم أنني الكبيرة في البيت، ولدي أخ لكنه لا يأتي معي، وأنا في صراع مع والدي؛ لأنه لا يحب إعطائي المال لكي أدرس، ويلزمه أن ينفق علينا من ماله مع العلم أنه يعتبر من أغنياء الولاية، وأنا أحب الاتكال على نفسي، وتتصارع أمي معه ويصير شجار لكي يعطيني مال الدراسة أو الكسوة، وأنا دائما في نقاشات حادة معه لأنه يفضل أخي علي مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بعدم التفريق بين الأولاد، فهل يحق لي أن أعمل في الجنوب، لأن هذا ضروري فوالدي لن يبقى معي طول حياته ينفق علي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على الأب أن ينفق على من لا مال له من أولاده قدر الكفاية بالمعروف في المطعم والملبس والمسكن اعتباراً بحاله، كما هو مبين بالفتوى رقم: 46090. وانظري الفتوى رقم: 25339.
ولا تدخل نفقات الدراسة الجامعية ضمن النفقة الواجبة، كما تقدم بيانه في الفتوى رقم: 59707.
ولكن يحسن بالأب أن يقوم بالإنفاق على ابنته إن كانت هذه الدراسة منضبطة بضوابط الشرع.
وأما سفرك للعمل إن كنت تقصدين به السفر بغير محرم فلا يجوز لك ذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى المرأة من السفر بغير محرم، وراجعي أدلة ذلك بالفتوى رقم: 17758.
نعم إن وجدت الضرورة جاز لك السفر بغير محرم، ولكن ضابط الضرورة التي تبيح المُحَرَّم قد لا يتحقق إلا في حدود ضيقة، وراجعي هذا الضابط بالفتوى رقم: 140432.
والسلامة لدينك وعرضك أن تجتهدي في البحث عن عمل في بلدتك التي تقيمين فيها، ومما يمكننا أن نرشدك إليه أن تسعي في أمر الزواج ليكون الزوج عونا لك على السفر إلى مكان عملك إن تطلب العمل سفرا، وراجعي الفتوى رقم: 18430، وهي عن جواز عرض المرأة نفسها على الأزواج.
ونوصيك بالبر بأبيك والإحسان إليه وإن قصر في حقك، فبر الوالدين واجب على كل حال.
والله أعلم.