الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أهدى غيره شيئا فاستعمله فيما لا يجوز

السؤال

عندي سؤالان:
السؤال الأول: اشتريت جوالا لواحد من إخواني وهو يستخدمه في الأغاني وماشابهها، فهل علي إثم؟ علما بأنني اشتريته له بنية الخير واستخدامه للخير فيه.
السؤال الثاني: أنا مشرف في أحد المنتديات ويوجد موضوع منزل عندي عن اليوتيوب، يعني يأتون بمقاطع يوتيوب طبعا كلها دينية وأناشيد وأشعار، وليست مقاطع محرمة، لكن في آخر الفيديو تظهر فيديوهات أخري فيها الخير وفيها الشر، فهل علي إثم من ذهب إليها أم لا؟ علما بأنني أستخدمه بحسن نية يعني لغرض مشاهدة هذا النشيد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلقد كان من واجبك لما علمت أن الأخ يستعمل الجوال فيما فيه إثم أن تنهاه وتذكره بما في ذلك من مخالفة أوامر الله ونواهيه، فاستدرك ذلك واسْعَ في نصح أخيك ونهيه عن المنكرات.

وأما عن السؤال الثاني: فموقع اليوتيوب فيه النافع والضار، وإذا كنت تستطيع أن تستفيد منه من المواد النافعة التي فيه دون أن تعرض نفسك أو غيرك للفتنة فيجوز لك ذلك، وإن لم تستطع ذلك دون السلامة من مخاطر ما ينشره الموقع من الفساد، فابحث عن وسيلة أخرى يحصل بها المطلوب من اطلاعك أنت والزملاء على الخير دون الوقوع في المحظور، فالقاعدة في مثل هذه المسائل هي قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

ويمكن أن تحاول نقل ما فيه من فيديو نافع في منتداك وانشرها بقدر استطاعتك فهذا أحسن، لأنك بهذا تقلل من الدخول إلى موقع اليوتيوب، وتقلل من المفاسد التي يمكن أن يتعرض لها متصفح الموقع المذكور، وأما عن إثمك - إذا اطلع على المواد المحرمة غيرك وفي استخدام أخيك للجوال في الحرام - فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 159401، ما يفيد أنه تبرأ ذمتك بالتنبيه على تحريم ذلك وبيان كيفية اجتناب الشر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني