السؤال
أرجوا إفادتي في هذا الموضوع: أحببت شخصا لمدة 9 سنوات، وقد كانت العلاقة بيننا مبينة على الزواج، ولكن لظروف تمر به اضطررنا أن نعلق أنفسنا 9 سنوات، وكان يعشمني بأن لا أحد سوف يأخذني منه، وأنه سوف يبقى لي الأخ والزوج، وقدر الله أن عمه أجبره على ابنته، وقد ملّك عليها فقط وعلقها لمدة 5 سنوات، ومع ذلك كان متعلقا بي جدا لدرجة أنه كان يقول سوف يأتي اليوم الذي أطلقها وأتزوجك، وبعد 5 سنوات طلبت ابنة عمه من أبيها أن يطلقها وطبعا الشخص الذي أحببته كان فرحا عندما علم أنها تريد الطلاق، وعندما أخبرني بأنه سوف يطلقها كنت حزينة جدا وكنت أترجاه أن لا يطلقها ولا يطاوعها، فمهما كان فإنها تبقى زوجته وسوف أنسحب بكل سهولة لكنه لم يرد عليّ وطلقها، وبعد أن طلقها كان الأمل كبير جدا بأن يتزوجني، واستمر معي بأنه سوف يأتي لخطبتي وعشمني بالزواج وأنه هو من سوف يعمرني لمكة المكرمة، لدرجة والله العظيم أنني أرفض كل من يأتي لخطبتي لأجله وهو يعلم ذلك، وفجأة وبدون سابق إنذار خطب وعندما علمت بهذا واجهته ما ذنبي في تعلقي بك؟ قال لي وبكل برود: أنا ماني قدها ـ وملّك على واحدة من نفس قبيلتي كأنه يريد الانتقام مني!! لم يراع شعوري والله وبالله وتالله إنني أحس بالغل من كل قلبي، ألهذه الدرجة اللعب بالمشاعر سهل؟ وسؤالي الآن لكم وأرجو إفادتي: هل يجوز لي أن أدعو عليه بالطلاق وأن يذوق حرتي؟ والله إنني أدعو عليه أن يريني ربي فيه عجائب قدرته فلقد ظلمني وتركني بحسرتي! أرجوكم أفيدوني بسرعة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات وما يعرف بعلاقات الحب بينهما هو باب شر وفساد، والمشروع لمن وقع في قلبه حب امرأة أن يتقدم لأوليائها ويتزوجها، فإن لم يكن زواجهما متيسرا فلينصرف كل منهما عن الآخر ويبحث عن غيره. وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.
فقد أخطأت بتماديك في تلك العلاقة غير المشروعة، وظلمت نفسك بانتظار تلك السنوات وتضييع فرص الزواج، كما أن هذا الشاب قد أساء بإخلاف وعده لك بالزواج مع علمه برفضك للخطاب بسبب وعده، ولكنه لايعتبر ظالما لك لأنه فعل ما يجوز له، ولا سيما إذا كان لسبب يسوغه، وعلى افتراض أنه ظالم وأنك مظلومة فدعاء المظلوم لا يجوز أن يتجاوز فيه قدر مظلمته، فإن تعدّى في دعائه فهو ظالم، قال القرافي: وَحَيْثُ قُلْنَا بِجَوَازِ الدُّعَاءِ عَلَى الظَّالِمِ فَلَا تَدْعُو عَلَيْهِ بِمُؤْلِمَةٍ مِنْ أَنْكَادِ الدُّنْيَا لَمْ تَقْتَضِهَا جِنَايَتُهُ عَلَيْك بِأَنْ يَجْنِيَ عَلَيْك جِنَايَةً فَتَدْعُوَ عَلَيْهِ بِأَعْظَمَ مِنْهَا فَتَكُونَ جَانِيًا عَلَيْهِ بِالْمِقْدَارِ الزَّائِدِ وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ.
ولا يجوز لك الدعاء بتطليق امرأته، فإن ذلك من الاعتداء، والأولى لك ألا تشغلي نفسك بالدعاء عليه، وإنما تجتهدي في الدعاء بأن يتوب الله عليك ويرزقك زوجا صالحا، فذلك أنفع لك وأفضل.
والله أعلم.