الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جمع المال عن طريق طلب المساعدة من الآخرين بالانضمام لمواقع التعارف

السؤال

أنا شاب مغربي عمري 20 عاما، أدرس بالجامعة.
أريد الزواج ببنت كانت تدرس معي في الثانوية، هي لا تدرس معي الآن.
لكن لا أملك ما يخولني للزواج حاليا.
في شهر رمضان من العام 2009 حلمت حلما مزعجا جدا، حلمت أني ذهبت لخطبتها بصفتي ما زلت طالبا يدرس في الجامعة و ليس لدي دخل، فطردني والدها و قمت مفزوعا من نومي، و قلت في نفسي "علي أن أفعل شيئا، علي أن أجد طريقة ما تخولني كسب رزق حلال كي أستطيع الزواج بها إن شاء الله"
فكرت و بحثت حتى وجدت طريقة و هي كسب المال عن طريق الإنترنت و جمع رأس مال يكفيني لإنشاء شركة.
بدأت أتعلم مختلف الطرق و جربت الكثير منها، و لكن دون جدوى.
و قبل أيام خطرت ببالي فكرة مربحة بإذن الله، فيما سبق وجدت موقعا أستطيع أن أربح منه دولارا أو دولارين عن كل شخص ينضم إليه عن طريقي، التسجيل في ذلك الموقع مجاني و هو موقع تعارف أجنبي، الطريقة التي سأجعل بها الناس ينضمون إلى ذلك الموقع هي أن أنشئ حسابا جديدا على الفيسبوك و أضيف فيه الكثير من الأجانب، ثم أبعث لكل واحد منهم رسالة أخبرهم فيها بقصتي و أطلب منهم مساعدتي عن طريق التسجيل في الموقع، هم لن يدفعوا شيئا من جيوبهم.
سؤالي هو: هل في ذلك تسول؟ هل في عملي ما يخالف الشرع؟
شكرا لكم، إني في انتظار الإجابة، في أمان الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به أيها الأخ الكريم هو العدول عن هذه الطريقة في اكتساب المال، فإن مواقع التعارف هذه تنطوي على كثير من الشرور كما يعرف ذلك من خبرها، كما أن هذه الطريقة لا تخلو من نوع استجداء للناس وتكفف لهم، فإنك إنما تحصل المال عن طريق ذكر قصتك وأنك محتاج لتسجيل هؤلاء الناس في هذا الموقع ليحصل لك ما تريد، والأجدى بك أن تقبل على شأنك وتهتم بما فيه صلاح دينك ودنياك، فاجتهد في التقرب إلى الله تعالى بتعلم أحكام الشرع والعمل بها، واشتغل بدراستك حتى تتفوق فيها ثم يتيسر لك بعد ذلك عمل مباح تكف به وجهك وتقضي به مآربك، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإن قدرت على الزواج ولم تكن تلك الفتاة قد تزوجت فتقدم لخطبتها، وإن كانت قد تزوجت فسيبدلك الله من هي خير لك منها بمنه وكرمه، ولحين يتيسر لك هذا فاستعن بالله واجتهد في دعائه وأكثر من الصوم، وعليك بصحبة الصالحين فإن في صحبتهم خيرا عظيما.

هذا ولا تشغل بالك بموضوع المرائي والأحلام فهي لا ينبني عليها حكم ولا يترتب عليها شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني