الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الغش للمسلمين الشفاعة لمن لا يستحق ليأخذ ما ليس له بحق

السؤال

في زمننا هذا كثرت الواسطة والمصلحة في جميع المجالات من الوظيفة حتى الطلاب فما حكمها؟ لأنها دائما تكون ظلما توظيف شخص فقط لأنه يعرف المدير مع وقف توظيف آخرين بحكم أنه لا توجد شواغر، وأيضا في المدارس والجامعات خصوصا الطلاب الذين يستغلون ذلك، فهناك طالب معي في المدرسة هو صحيح شاطر كما يقولون لكنه يغش وفوق هذا يطلب إعادة الاختبار للبكالوريا آخر سنة دراسية
من أجل أن يحصل على درجة أعلى وممنوع منعا أن يعاد هذا الاختبار إلا في حالات مرضية شديدة لكن ظلم الإدارة وموافقتها دون علم أحد يجعله غير مستحيل، فطلبه هذا سمعته يكلم الأستاذ يطلب منه الإعادة دون علم أحد من الطلاب وأنه كلم المدير وكل شيء تمام
أليس هذا حراما؟ لم يبلغ العشرين وهذه أفعاله؟ ثم في الجامعة في الاختبار للقبول لم ينجح وبدأت الواسطات من جديد ما كل هذا المرض والخبث، و في اختبار القبول الثاني نجحت وهو لم ينجح وبدأت الغيرة والواسطات حتى جعلوه ناجحا أليس بظلم لي ولغيري؟ ألا يخافون عقاب الله؟ أفكر في حاله وحال الكثير مثلي للأسف، أليس ماله حراما؟ شهادة الدراسة حرام لأنه يغش وشهادة الجامعة أيضا أخذها بغير حق وبالغش أيضا لا يهم إذا كان متفوقا أو لا لكن الغش في الاختبارات والواسطة لحل الأمور تعتبر حراما تصور فقط بشاعة الحياة بعد كل هذا، ومن يحلل الوساطة فهي دائما تحرم كثيرين أحق منه، أريد رأيكم بارك الله فيكم والحل في حالتهم ماذا يفعلون؟ لأنني أود تثقيف الناس قبل أن ينتهي بهم المطاف إلى الحرام، فكيف يستطعون التخلص من الحرام؟ التوبة ثم ماذا؟ يعيد الدراسة الجامعية ويبدأ بغير واسطة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في خطر تفشي هذه الظواهر السيئة في مجتمعات المسلمين، ومن شفع لمن لا يستحق فأخذ ما ليس له بحق فهذه شفاعة سيئة يأثم بها صاحبها كما قال تعالى: ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها {النساء:85}.

وفي هذا غش للمسلمين وإضاعة للأمانة بتوسيد الأمر إلى غير أهله واعتداء على حقوق المستحقين، ومفاسد هذه الوساطات السيئة لا تخفى على البصير، وانظر الفتوى رقم: 49812.

فليتق الله المسلمون وليحذروا غضبه وعقابه، ولا يطلبن امرؤ ما ليس له بحق، ولا يتوسطن ذو جاه لمن ليس بمستحق فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأما من حصل على شهادة بالغش أو الشفاعات المحرمة ثم عمل بهذه الشهادة فلا يلزمه إعادة دراسته، وإنما إن كان متقنا للعمل المنوط به يؤديه على وجهه فليستمر فيه وليستغفر الله تعالى وإلا وجب عليه تركه للمستحق والبحث عن عمل يحسنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني