السؤال
السؤال: الكيـل بمكيالين: لي أخ ورثت أنا وهو في منزل الوالد لكن الوالدة باعته حصتها وأصبح يملك أكثر مني بكثير، حاول إجباري على بيع حصتي وتهديدي بعدم الدخول إلى البيت نهائيا بعد أن أبيعه، والوالدة موافقه على كلامه، أو إذا لم أبيعه أن أدخل البيت فقط 10 أيام في السنة وبشرط أن لا يكون موجودا وبقية السنة له والوالدة كانت موافقة ومؤيدة تماما لما يفعل، شاء رب العباد أن أشتري حصته وأصبح البيت لي، فلما أراد الذهاب إليه منعته لكي يتعلم درسا، فما كان من الوالدة إلا أن غضبت علي غضبا كثيرا ولم تعد تريد رؤيتي مع أنني أحاول الاتصال بها ولا ترد علي وكل جمعة حسب عادتي أذهب لرؤيتها لكنها تدخل غرفتها وتغلق الباب على نفسها ولا تريد أن تراني، فماذا أصنع معها؟ وهل علي إثم إذا هي قاطعتني ولا تريد رؤيتي بسبب موقفها مع أخي وموافقته على أفعاله ورفضها لأفعالي؟ أرجو الإفادة عاجلا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت فإن أخاك قد أساء إليك وكذلك أمك إذا كانت قد رضيت عما كان يريد فعله، لكن ذلك لا يبيح لك قطع أخيك، فإن صلة الرحم واجبة وقطعها من الكبائر، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلة أرحامنا ولو لمن يقطعنا أو يسيء إلينا، وإن كانت أمك لا ترضى عنك إلا بدخول أخيك بيتك فلا يجوز لك منعه وعليك طاعة أمك في ذلك ما لم يلحقك ضرر معتبر من دخوله.
وعلى كل الأحوال فإنا ننصحك بطاعة أمك وصلة أخيك، فإن بر الأم وطاعتها في المعروف من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات كما أن عقوقها من أكبر الكبائر، فاحرص على برها وطلب مرضاتها واحذر من مغاضبتها أو الإساءة إليها، جاء في الفروق للقرافي: قِيلَ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِي وَالِدَةٌ وَأُخْتٌ وَزَوْجَةٌ فَكُلَّمَا رَأَتْ لِي شَيْئًا قَالَتْ: أَعْطِ هَذَا لِأُخْتِك، فَإِنْ مَنَعْتُهَا ذَلِكَ سَبَّتْنِي وَدَعَتْ عَلَيَّ، قَالَ لَهُ مَالِكٌ مَا أَرَى أَنْ تُغَايِظَهَا وَتَخْلُصَ مِنْهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ أَيْ وَتَخْلُصَ مِنْ سَخَطِهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ.
والله أعلم.