السؤال
عاجل: طلب فتوى: زوج وزوجة مضى على زواجهما زمن طويل ولديهم العديد من الأولاد، إلا أن الزوجة سليطة اللسان واليد وتتعدى على زوجها بشكل متكرر سواء بالشتم والقذف والإهانة أو حتى بالتعدي عليه جسدياً، هذا وبعد أن استنفد الزوج كل الوسائل لكبح جماح زوجته وعجز حتى أهلها عن تغيير سلوكها، وفي حالة من الغضب والانفعال وبهدف ردعها فقط أقسم الزوج بالله أمام زوجته إن هي مدت يدها عليه مرة أخرى بأنها طالق بالثلاث، لكنه فوجئ ببرود ردها وبعدم ارتداعها وتحدته قائلة بأنها ستفعل ذلك عمداً بهدف وقوع الطلاق، لذلك حين لاحظ الزوج عدم جدوى محاولة ردع هذه المرأة وأن الهدف المنشود ـ ردعها فقط وليس تطليقها ـ لن يتحقق ورحمة بها وبأبنائه اختلى بنفسه وناجى ربه مستغفراً وتائباً من إثم القسم والتهديد بالطلاق معلناً سحبه لكل كلامه وتهديده بالطلاق ومعاهداً ربه على التكفير عن قسمه إن وجبت عليه كفارة اليمين بعد استشارة أهل الذكر، هذا وبعد مضي فترة قصيرة نسبياً من الزمن على هذه التوبة الصريحة من قبل الزوج نفذت الزوجة تهديدها في حالة من الهيجان والغضب فاعتدت جسدياً على زوجها، وربما دون قصد أو نية مبيتة منها ولكن نتيجة انفعال واحتقان آني، يرجى التكرم بالإفتاء فيما إذا كان الطلاق قد وقع أم لا؟ وإن كان قد وقع فعلاً فهل هي طلقة واحدة أم ثلاث ؟ وما هو مصير الأولاد والزوجة في تلك الحال؟ يرجى التكرم قبل إصدار الفتوى مراعاة الحقائق التالية:
1ـ نية الزوج لم تكن مبيتة للطلاق، وإنما للردع فقط، بدليل أن الزوج صبر على أذى زوجته زمنا طويلا.
2ـ الزوج ناجى ربه وسحب كل كلامه واستغفر الله وتاب إليه توبة نصوحا، وعاهد الله على التكفير عن قسمه ـ إن وجبت عليه الكفارة ـ قبل وقوع الإعتداء عليه من قبل الزوجة لفترة من الزمن.
3ـ الدين الإسلامي الحنيف يحث المسلم على التراجع عن قوله وحتى قسمه إن كان فيه ضرر أو قطيعة رحم وكما تعلمون لا يوجد حلال أبغض عند الله مثل الطلاق، وكان الزوج يرجو الأجر من الله بتخليه عن تهديده بطلاق زوجته رحمة بها وبأولادها وشفقة عليهم من التشتت خاصة وأنهم في مراحل حساسة من الدراسة.
وجزاكم الله خيراً، يرجى التكرم بالرد عاجلاً على هذا الاستفتاء نظراً لحساسية الأمر ونتائجه الوخيمة على هذه الأسرة.