الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموسوس لا يلزمه طلاق حال وسوسته فيه

السؤال

أنا صاحب السؤال رقم: 2329512، وقد أرسلتم لي موضوعا عاما عن الطلاق لذلك سألتكم بالله أن تتم الإجابة بشكل خاص من قبل العلماء الكرام في المركز: أولا في بداية زواجي حدثت مشاكل كثيرة ولم أكن أعلم والله العظيم عن كنايات الطلاق، بل كنت أعرف الصريح فقط حتى تعلمت وعرفت أن الطلاق يقع بالكناية مع النية، وهنا بدأت الوساوس تأكلني، وللعلم أنا مصاب بالاكتئاب والرهاب والوسواس القهري وأتعالج منه دوائيا، وعموما بعدها بدأت أتذكر بعض المواقف وبدأ الشك يأتي في قلبي أنني تلفظت ببعض ألفاظ الطلاق والتي اتضح بعد سؤالي أنها من أوهامي وخيالاتي وقد سألت أحد أصدقائي فقال لم تذكر الطلاق صراحة وسألت كذلك زوجتي وأقسمت بالله أنني لم أتلفظ بها ولكن صديقي قال لي إنني في أحد المواقف قلت عنها لو طلبت الانفصال قلعتها، هذا بسبب أنها تركت البيت ثم سألتها مؤخرا هل قصدت الانفصال قالت لا، وكما فهمت هذا اللفظ كناية وليس بصريح وتسألونني عن النية والله لا أذكر شيئا إطلاقا وأصلا لم أكن أعلم بوقوع الطلاق كناية، بل كنت أعرف الصريح ولو أردته لاستخدمته بدل هذا اللفظ الكناية، فهذا الأمر جعلني أعتقد بأنني لا أريد الطلاق، بل ربما مجرد غضب ولكن لا أعلم نيتي وأيضا في أحد المواقف كنت أعاني صحيا فقلت لزوجتي الغالية لا أريد أن أظلمك وتستحقين رجلا يسعدك أو قريب من هذا المعنى ودخلت في نوبة بكاء ولا أعلم نيتي وقتها لأن الموقف قديم بداية زواجي ولكن وكما أخبرتكم لا علم لي بالكناية إطلاقا فكيف أنوي أصلا؟ وكانت زوجتي تقول لا أريد غيرك وأيضا سألت الزوجة عن هذا الموقف وقالت وجهك يقول إنك تريد معرفة مشاعري أو كما قالت لي، وأيضا قلت في أحد المواقف: خليك عند أهلك ـ فهذا والحمدلله أتذكر أنني أردت التأديب لها لا غير، وأخيرا أخبركم بأن الوساوس أتعبتني وأصبح الشيطان يقول لي يا كثر شكوكك وأنت ربما تعرف نيتك وأنا والله لا أستطيع أن أجزم على نية، فأرجوكم أن تجيبوا على سؤالي بشكل خاص وأدعو الله لكم بالجنة، تصفحي للموقع أجاب لي عن بعض التساؤلات فأرجوكم أكملوا جميلكم وأجيبوني عن سؤالي السابق، وهل كثرة الشكوك لها عبرة أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنريد أولا تنبيهك إلى أن ما ذكرته من أنك لا تعرف شيئا عن نيتك يؤكد أنك لم تكن تريد الطلاق، إذ النية هي القصد والإرادة، ولا يصح أن يكون المرء يقصد جازما طلاق زوجته ثم لا يكون له علم بعد ذلك بما قصده، ثم إن جميع ما ذكرته مما وقع لك لا يلزمك منه طلاق ولا يترتب عليه شيء، وقد نص أهل العلم على أن الموسوس لا يلزمه طلاق حال وسوسته فيه، جاء في التاج والإكليل شرح مختصر خليل المالكي: رجل توسوس له نفسه فيقول قد طلقت امرأتي أو يتكلم بالطلاق وهو لا يريده، أو يشككه فقال: يُضرِب عن ذلك، ويقول للخبيث: صدقت ولا شيء عليه.

ولذلك، فإنما يقع لك إنما هو من وساوس الشيطان فلا تشغل به نفسك، فإذا قال لك الشيطان: طلقت أو وقع منك طلاق فلا تلتفت إليه وقل له: صدقت، واشتغل عنه بذكر الله تعالى وعمل ما ينفعك في دينك ودنياك، وانظر الفتوى: 56096. ونوصيك أن تعرض نفسك على طبيب نفسي، ولمعرفة علاج الوسواس انظر الفتاوى التالية أرقامها: 10355، 3086، 15409.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني