الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من التحايل على أموال الناس

السؤال

أحد أصدقائي يطرح علي سؤالا دائماً ويريد مني الجواب فرأيت أن أطرح عليكم الموضوع، يقول:
أنا شخص أعيش على الدخل اليومي. يعني مستور ولله الحمد، أمتلك محلاً تجارياً أنفق منه على نفسي وأسرتي بشكل طبيعي ولله الحمد .
ولكن بسبب الأحداث الي عصفت بالبلاد (اليمن) خلال العام 2011م تدمر بيتي بسبب الحرب في منطقة الحصبة. وكذلك أغلق المحل الذي كنت أقتات منه. ولم يعد لي أي دخل أنفق به على أهلي وأولادي وأدفع إيجار المنزل الذي استأجرته بسبب الحرب.
فقمت باستخدام أسلوب ذكاء (دنيوي طبعاً) فتواصلت مع بعض ممن كنت أعرفهم من التجار وقمت بجمع أموال منهم بحجة أنها تبرعات لصالح جهات معينة أحددها لهم. وكنت أعطي هذه الجهات منها جزءا وأنفق جزءا آخر في مصالحي الشخصية، وبهذه الطريقة استطعت أن أعيش خلال العام بالكامل. لكن مع ذلك أجد أنني أحترق من الداخل ببطء فكل ريال أصرفه من هذه الأموال يحرق قلبي للشعور بالإثم وأنه حرام وأنه لا يحل لي. فمهما دفعت من إيجار أو اشتريت من ملابس أو أكل أو طعام أو غيره أحترق من الداخل وأهلي لا يعرفون عن ذلك بشيء فقط أقول لهم استلفت.حصلت على من ... وهكذا .. وكذلك عندي أموال سابقة لجهات لم تعد موجودة أصلاً. مثل مراكز صيفية. دورات شهرية .. رحلات .. لم تعد موجودة ولم أعد أستطيع سداد تلك الأموال .
والسؤال الآن هو : كيف أقوم بتسديد هذه الأموال التي سرقتها. وإلى أي جهة أسددها خاصة وأن الجهة التي أعطيت لها هذه الأموال لم تعد موجودة أصلاً. هل أعطيها لأصل هذه الجهة يعني الجهة التي كانت تنظم ذلك أم كيف أسدد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت خطأ عظيما حين تجاسرت على التحايل على الناس لأكل أموالهم بالباطل، والواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا فتستحل من أخذت منهم المال وتبين لهم أنك أخذت بعضه لنفسك لأجل حاجتك، أو تدفع هذا المال للجهة المتبرع به إليها أو ترده على من تبرع به، وعليك أن تستغفر الله تعالى وتندم على ما فعلته من خيانة الأمانة وأكل أموال الناس بالباطل، وأما الأموال الأخرى والتي لم تعد الجهات المصروفة إليها قائمة فادفعها إلى المسؤولين عن تنظيم هذه النشاطات ليقوموا بوضعها في نظير ما تبرع بها لأجله. واعلم أن توبتك لا تكمل إلا بالتحلل من هذه المظالم، وانظر الفتوى رقم 149083 ولا يلزمك الإخبار بما حصل منك بل إذا دفعت هذا المال لمستحقه برئت ذمتك، وانظر الفتوى رقم 139763.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني