الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تولي القاضي زواج من عضلها أبوها

السؤال

أنا في الـ 25، أحمل شهادة جامعية ومتفوقة في دراستي، ولذا حصلت على منحة دراسية من جامعتي إلى إحدى الدول الأوروبية للحصول على الدكتوراة، وقبل سفري قمت بالتدريس في الجامعة ومعاهد خاصة، و كان أن طلب مني شاب من طلابي يكبرني سنة رقم هاتفي كي يتقدم لخطبتي، وهو أيضا جامعي، و لكن أبي امتنع لأنه لم يتخرج بعد، فلم أمانع مع العلم بأني موافقة عليه لكوني كنت أعرفه من خلال تدريسي له، ثم تقدم مرتين أخريين خلال عامين وأيضاَ رده والدي بحجة أن أهله فقراء وأن شكله قبيح، وأن أهله أناس دوننا وقام بضربي و شتمي لأنه علم بأني أتواصل معه وأنه من الأفضل لي ألا أتزوج على أن أتزوجه.
وعندما حان وقت سفري وكنت قد سألت أكثر من شيخ عن موضوع السفر دون محرم وأدركت أنه غير جائز، وقمت بالاطلاع على كثير من كتب الفقه وصليت الاستخارة مرارا وتكرارا بخصوص سفري وزواجي منه دون علم والدي، وكان أن ذهبت معه إلى القاضي الشرعي في بلدي وشرحت للقاضي أمري، وكان أن زوجنا دون علم أهلي، مع العلم أن والدي لا يهتم إما أن يكون الخاطب غنيا أو أن يكون طبيبا أو مهندسا، لا أحد يمون عليه وحتى والدتي لم تقف معي إلا في المرة الأولى، ثم هي الأخرى أصبحت تقنع والدي بأنها لا تحبذ زواجي منه، وإخوتي الصبية أصغر مني، وقد قدم الشاب كل ما يمكن بحيث إنه طلب من أحد الشيوخ القدوم إلى منزل أهلي لإقناعه لكن دون جدوى وغير ذلك من المحاولات.
إذا لم أسافر أخسر عملي وحلمي بإكمال دراستي، أنا أؤمن بأن زواجي سيساعدني في حياتي في الخارج ولا أرى سبباَ شرعيأً واحدأ يقنعني بسبب رفض والدي، والآن صار لي 3 شهور مع هذا الشاب و لم أجد منه إلا الحنية وحسن المعاملة أكثر مما وجدته في بيت أهلي أضعافا مضاعفة، لأن كلا من أمي و إخوتي يشتكون من والدي عندما أكلمهم.
سؤالي هنا: أنا لا أحب أن أغضب أحدا، فبماذا تنصحونني بفعله كي أعلم أهلي بأني متزوجة، لأني أود أن أرتاح وأتمنى أن أنجب أطفالا. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالولي شرط لصحة الزواج في قول جمهور الفقهاء خلافا للإمام أبي حنيفة رحمه الله، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 32593. ولكن قد نص الفقهاء على أنه إذا حكم به حاكم يرى جواز الزواج بغير ولي أن الزواج يمضي ولا يجوز نقضه، ويمكن أن تطالعي في ذلك الفتوى رقم: 48058. وبناء على هذا إن كان زواجك من هذا الشاب قد تولاه قاض شرعي فهو زواج صحيح.

وأما بالنسبة لإخبارك أهلك بهذا الأمر فينبغي أن تتلطفي في ذلك، وأن تسألي الله وهو مقلب القلوب أن يشرح صدر والدك لقبول ما أقدمت عليه، وينبغي أن تستعيني ببعض من له وجاهة عندهم لئلا يحدث من الأمور ما لا تحمد عقباه.

وننبه إلى أنه لا ينبغي للولي أن يرد عن موليته الأكفاء من الخطاب، والكفاءة هي الدين على الراجح من أقوال الفقهاء كما هو مبين بالفتوى رقم: 998.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني