الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز طاعة صاحب العمل فيما حرم الله

السؤال

أنا مغتربة، وأشتغل بمشغل كوافير في السعودية، يشتغلون بوصل الشعر بالشعر، وعندما قلت لهم حرام استغربو ا وقالو صاحبة المحل لا تعترف بهذا. ولعلمكم أنا كان عندي مشغلي في بلدي وكنت أجتنب المحرمات النمص والوصل، لكن هنا أنا ظروفي قاسية ولازم أشتغل، مازلت لحد الآن لم أشتغل أي وصل لكن مع الأيام أكيد سيطلب مني الوصل.
ما حكم سيادتكم في وضعي حتى إذا لم أشتغل أنا بالوصل توجد الكثيرات من يعملن هذا.
لكن خفت أن تطردني صاحبة المشغل وأنا وجدت العمل بعد صعوبة كبيرة؛ لأن كل المشاغل هنا رفضت شغلي لأنه مختلف عن شغل السعودية، وهذا هو المشغل الوحيد الذي وافق على شغلي.
أرجو الدعاء بتفريج الكرب والضيق لأني أحتاج المال وزوجي يريد تطليقي بناء على طلب زوجته الأولى، لا أجد متنفسا إلا في شغلي فقط.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن مجرد عملك في هذا المكان من غير مباشرة العمل المحرم أو الإعانة عليه بوجه من الوجوه أمر لا حرج فيه شرعا، ولا يعتبر الكسب منه محرما. وراجعي الفتوى رقم: 94990. وإذا طلب منك ممارسة شيء من الأعمال المحرمة كالنمص ووصل الشعر ونحو ذلك فلا يجوز لك إجابتهم إليه، وبيني لهم الحكم الشرعي، وادعيهم لأن يكون بينك وبينهم كلام أهل العلم. وراجعي في حكم النمص الفتوى رقم: 113455. وفي حكم الوصل الفتوى رقم: 80000.

ومع ذلك ابحثي عن عمل مناسب لا تمارس فيه تلك الأعمال المحرم، فذلك أبعد عن الشبهة.

واعلمي أنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب كما قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2 - 3}.

نسأل الله تعالى أن يصلح حالك وييسر أمرك ويرزقك الاسقامة على طاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني