الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعدت خادمتها بأخذها للعمرة فتبين أنها لا يمكنها ركوب السيارة فما الحكم

السؤال

وعدت شغالتي بأن آخذها إلى العمرة إذا أكملت عامين في العمل لدي، ولكن ظهر أن الشغالة لا تستطيع أن تركب سيارة حتى تبدأ تتقيأ، وقالت لي لا أستطيع أن أركب السيارة لأن المشوار طويل، وأنا لا أستطيع أن آخذها بالطائرة لأن إمكانياتي المادية لا تسمح. فماذا يجب علي أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك فعل شيء، وقد أردت الوفاء بالوعد لكنها هي لا تريد السفر بالسيارة، وليس بإمكانك غير ذلك، فلا حرج عليك. والوفاء بالوعد مستحب على الراجح.

قال السرخسي من الحنفية في المبسوط: والإنسان مندوب إلى الوفاء بالوعد، من غير أن يكون ذلك مستحقاً عليه. انتهى.

وقال البهوتي من الحنابلة في كشَّاف القناع: لا يلزم الوفاء بالوعد. نص عليه - يعني الإمام أحمد - وقاله أكثر العلماء. انتهى.

وقال النووي من الشافعية في الأذكار:قد أجمع العلماء على أن من وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهي عنه، فينبغي أن يفي بوعده، وهل ذلك واجب أم مستحب؟ فيه خلاف بينهم، ذهب الشافعي وأبو حنيفة والجمهور إلى أنه مستحب، فلو تركه فاته الفضل، وارتكب المكروه كراهة شديدة، ولكن لا يأثم. انتهى.

وقال القرافي في الفروق: أما مجرد الوعد فلا يلزم الوفاء به، بل الوفاء به من مكارم الأخلاق. انتهى.

وراجعي في سفر المرأة إلى العمرة بدون محرم الفتوى رقم: 14798.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني