الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تطمح في أن يكمل زوجها دراسته وتكمل دراستها وزوجها يعاند

السؤال

إنني امرأة متزوجة منذ 7 سنوات ولدي طفلان. ولكن زوجي يعمل بوظيفة سائق بإحدى الشركات وليس لديه مؤهل الثانوية العامة. وقد وعدني بأن يكمل هذا المؤهل، ولكن حينما حان وقت الاختبارات لم يستمع لنصيحتي ولم يذهب، وأخبرني بعدم رغبته للذهاب وإنني حينما أطلب منه أن نذهب بالأولاد إلى الملاهي أو الحدائق يرفض دائما ويقول: اذهبي أنت بهم، ولاعبيهم ودائما يرفض، وهو أيضا لا يختلط بالناس دائما يجلس في غرفته ويشاهد التلفزيون، وأبدا ليس لديه طموح، يكذب كثيرا يتهرب من المسؤولية، عليه ديون كثيرة لا أدري محتارة في أمره، وإنني لا أستطيع أبدا أن أرفض له طلبا خوفا أن يغضب ويتضايق ولا يهون عليه إذا غضب ...هو لا يريد يدرس ولا ينمي نفسه، وأنا لدي طموح وأريد أن أكمل شهادة البكالوريوس أنا أعمل ولدي مؤهل الدبلوم العالي، ولكن رفض رفضا باتا التحاقي وتكملتي لشهادة البكالوريوس، أنا الآن محتارة هو لا يسمع كلامي ودوما يعاندني، ولما أردت أن أكمل دراستي رفض...لا أريد أن أغضب ربي. فما فتواكم في هذا الشأن وما نظرة الدين الإسلامي في هذا الوضع؟؟ جزاكم الله خيرا أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس بواجب على زوجك أن يكمل دراسته، ولا حق لك في مطالبته بذلك على سبيل الإلزام، لكن لا مانع من التفاهم معه على وجه النصح والمشاورة وحثه على رفع همته والحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، من غير أن تجعلي من هذا الأمر مثارا للخلاف أو ذريعة للتقصير في حق زوجك.
أما إذا كان زوجك يكذب فالكذب محرم وهو من أقبح الأخلاق، والتمادي فيه يؤدي إلى فساد الدين والدنيا، فلا يجوز الإقدام عليه إلا في حالات معينة مبينة في الفتوى رقم : 111035
فعليك نصحه في ذلك برفق وحكمة وبيان خطورة الكذب وإطلاعه على كلام أهل العلم في ذلك، وينبغي أن تحثيه على مصاحبة الصالحين والحرص على صرف وقته في الأمور النافعة وتتعاوني معه على طاعة الله عزوجل.
أما بخصوص رغبتك في إكمال دراستك فإن كانت الدراسة تحتاج إلى خروجك من البيت، أو تتعارض مع حقوق زوجك فلا حق لك فيها إلا برضا زوجك، وانظري الفتوى رقم : 46938
واعلمي أنّ وجود المودة والألفة بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني