الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموت وما بعده إلى الجنة أو النار

السؤال

ماهو الترتيب من البداية إلى النهاية من بعد الحياة البرزخية وحتى يوم القيامة إلى البعث والنشور الصراط تطاير الصحف الوقوف 50ألف عام الميزان الحساب إلخ .......؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد رتب شيخ الإسلام ابن تيمية ما يحدث للعباد من بعد الموت إلى أن تقوم الساعة، فأفاد وأجاد -رحمه الله- ونحن نسوق ما ذكره بشيء من الاختصار والتصرف، فنقول وبالله التوفيق: إذا مات العباد فإنهم يفتنون في قبورهم فيأتي الواحد منهم ملكان أسودان أزرقان فيسألانه عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فأما المؤمن فيثبته الله ويلهمه الإجابة، وأما الكافر فلا، ثم يكون القبر وهو: إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار إلى أن تقوم القيامة الكبرى حيث ينفخ في الصور النفخة الثانية، فتعاد الأرواح في الأجساد وتقوم القيامة، ويقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلاً ((أي غير مختونين)) ، وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق، وتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك هم الخاسرون، وتنشر الدواوين وهي صحائف الأعمال فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، ويحاسب الله الخلائق، وفي عرصات ((مواقف)) القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم، فمن شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبداً، والصراط منصوب على ظهر جهنم يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يجوزه ناجياً، ومنهم من لا ينجو، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة وهي الجسر بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم بدخول الجنة، وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته.
هذا وقد جاء في السؤال قولك ((الوقوف 50 ألف عام)) ولعلك تشير إلى قوله تعالى من سورة المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وقد جاء في بعض التفاسير أنه يوم القيامة وأن الله يجعله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة، وأنه يخفف على المؤمنين حتى يكون أخف عليهم من صلاة مكتوبة يصليها المؤمن في الدنيا.
وهذا اليوم ورد ذكره في السنة النبوية فيما رواه أحمد والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم .... إلى أن قال: حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني