الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في شركة أجنبية توظف الهاتف النقال ليقوم بدور بطاقات الائتمان

السؤال

أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى المجهودات التي تقومون بها علماءنا، الأجلاء أريد أن أستفتيكم في مشروع أعمل فيه منذ مدة، ولم يبق لنا على إتمامه الشيء الكثير، وهذا المشروع لم أتبين حله من حرمته، لذلك قررت أن أستفتيكم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن أجد عندكم الحكم الراجح، والمشروع هو كالتالي: أنا مهندس اتصالات من المغرب أعمل في مشروع لصالح شركة اتصالات فرنسية، وهذه الشركة تود أن تمكن زبناءها في فرنسا من استعمال الهاتف النقال كوسيلة للأداء، والهدف من المشروع هو أن نجمع كل البطائق المستعملة حاليا ـ البطائق الائئتمانية، بطائق النقل، الوقود ...في بطاقة الهاتف النقال، وبهذه الطريقة يمكن للزبون أن يشترك في أي خدمة شاء دون أن يشتري البطاقة الخاصة بهذه الخدمة، وإجمالا فالخدمات التي تريد شركة الاتصالات تقديمها هي: خدمات بنكية: الاطلاع على الرصيد، تحويل الأموال ... خدمات النقل: القطار الحافلات ... خدمات الشراء في المركبات التجارية، خدمات المصالح العامة: البريد، المكتبات، المسابح ... ويمكنهم أن يضيفوا أي خدمة شاؤوا وذلك بالتنسيق مع بائع الخدمات، وعملي في هذا المشروع يقتصر على إعداد برنامج يمكن من إضافة خدمة بغض النظر عن طببعة هذه الخدمة، حذف خدم، عرض الخدمات المتوفرة للزبناء، تمكين الزبناء من الاشتراك أو إلغاء الاشتراك، إرسال رسائل للزبناء، إرسال رسائل لبائعي الخدمات البنوك، شركات النقل ... هذا البرنامج عام ولكنهم سيستعملونه لتقديم الخدمات السالفة الذكر، وما يقلقني هو وجود خدمات بنكية وقد تكون بعض تعاملاتها محرمة، وهذا فيه أيضا تشجيع للبنوك هل ترون شبهة في هذا العمل؟ وبماذا تنصحونني حتى يطمئن قلبي، لأن الوساوس تراودني من حين لآخر وأريد أن أقطعها وجزيتم عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على تحرى الحلال في عملك وما تكسب منه رزقك، فالإنسان مأمور بتحري الطيب الحلال، والبعد عن المحرمات والمشتبهات، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ{البقرة: 172}.

ومن تحرى الحلال يسره الله له لقوله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3}.

وقوله: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق: 4}.

وأما ما سألت عنه حول عملك في المشروع المذكور من إعداد برنامج عام يمكن من جملة من الخدمات المختلفة لا حرج فيه من حيث الأصل، لأنه مجرد وسيلة تستعمل من عامة الناس، كما بينا في الفتوى رقم: 161487.

لكن لو غلب على ظنك أن استخدامها في الحرام سيكون غالبا فلا يجوز لك إنشاؤها والعمل فيها لئلا تكون معينا لأصحاب الإثم على إثمهم وباطلهم ، قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ {المائدة:2}.

وانظر الفتوى رقم: 169677.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني