الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اشتغال الطالب بالدراسة هي وظيفة الوقت

السؤال

أنا مصاب بالوسوسة وقد عانيت معها الكثير في عدة أبواب وتألمت منها لدرجة كبيرة فعلا, قرأت في موقعكم أن أفضل علاج لها هو الإعراض عنها جملة لكن مشكلتي أنني لا أميز بين الأمور التي يجب علي الإعراض عنها والتي لا يجوز أن أعرض عنها أو بالأحرى متى أعرف أن فكرة ما هي من وسوسة الشيطان؟ أنا حاليا أعاني من مشكلة أتعبتني كثيرا وهي أنني تقريبا كلما أردت أن أبدأ بمراجعة دروسي أقول في نفسي ربما علي أشياء يجب أن أفعلها قبل بدء المراجعة ولا يجوز لي تأخيرها إلى ما بعد المراجعة وتمنعني هذه الفكرة من المراجعة وأنا مرتاح البال وأحيانا أشك في أشياء أنه يجب علي المبادرة إلى فعلها قبل أن أراجع وأطيل التفكير فيها من دقائق إلى ساعات لأعلم هل فعلا يجب علي المبادرة بفعلها أم لا مما يؤثر فعلا على دراستي، فمثلا أشك أني كذبت على شخص خلال حديثي ويجب علي أن أصحح كذبتي فأراجع نفسي وأحاول تذكر حديثنا بالتفصيل وأوسوس وأطيل التفكير كثيرا في الأمر، فما الحل أرجوكم ساعدوني في أقرب وقت أنا مقبل على شهادة البكالوريا بعد أقل من شهر وضيعت الكثير من الوقت في التفكير والآن أحتاج إلى الوقت الكافي للمراجعة لنيل شهادة البكالوريا بكفاءة، فهل أعرض عن كل الأفكار وأنشغل بدراستي حتى وإن كان فعلا هناك شيء تجب المبادرة به؟ أم أأثم إذا لم أفكر؟ وهل إذا شككت في شيء ما أنه تجب المبادرة به أعرض أم أفكر؟ وهل الدراسة من الأمور الضرورية التي يمكن تأخير بعض الأشياء الواجب المبادرة بها من أجلها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج ما تعاني منه من الوساوس هو الإعراض عنها جملة وعدم الفكر في شيء منها، فكلما ألقى الشيطان في قلبك شيئا من هذه الأفكار فاعلم أنه يريد بذلك أن يصدك عما ينفعك ويصرفك عما يعود عليك بالفائدة، فلا تشتغل بالفكر في أنه ربما يكون عليك واجب يلزمك فعله أو ربما تكون أخللت في حديثك أو غيره بما يلزمك تداركه فكل هذا من وسوسة الشيطان ومكره وأقبل على مذاكرتك بجد ونشاط ولا تقدم عليها إلا ما يتعين عليك فعله كالصلوات الخمس في أوقاتها ونحو ذلك، واعلم أن اشتغالك بدراستك لتنهيها هو وظيفة الوقت التي لا ينبغي أن يصرفك عنها شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني