الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلول مقترحة حال اختلاف الزوجين قبل الدخول

السؤال

أنا شاب تزوجت إحدى قريباتي ولكن للأسف الشديد لم يتم الزواج من أول ليلة .. والسبب هو رفضي الدخول إلى زفة الحريم ليلة الفرح فزعلت العروس ولكن تفاهمنا بشكل ودي قبل ليلة الفرح والحمد لله .. ولكن أتضح لي أنها حزينة لعدم الدخول الزفة ليلة الفرح وعندما ذهبت إلى بوابة الحريم وطلبت من الوالدة أن تنادي زوجتي لكي أكلمها فزعمت العروسة بأنها مشغولة مع صديقاتها فزعلت أنا وأخذت سيارتي وقلت لهم لو تريدني زوجتي ستجدني في البيت ومن يومها لم أر زوجتي ولا دخلت بها ولا دخلت بيتي أبداً ..والآن أطالب من أهل العروس المهر لكي كل واحد يذهب في طريقه ولكنهم رافضون ويماطلونني بها فحيث أنني تعبت أشد التعب في تجميعها بتعب ؟ أعطوني الحل جزاكم الله خيراً .. حيث أن حالتي النفسيه لا تطاق أبداً تعبت جداً من هذه المسأله ؟ طالب الدعاء ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزى الله الأخ السائل خيراً على وقوفه عند حدود الله تعالى فقد فعل الواجب، إذ اختلاط الرجال بالنساء مع عدم التزام النساء بالحجاب -وهذا غالب الأحوال في الأعراس- حرام شرعاً، وعليه أن يحسن الظن بالله عز وجل، وأنه سيجعل له مخرجاً.
والحكمة في مثل هذه المواقف أن يبدأ الشخص بتوعية الأهل وأهل الزوجة بالمحاذير الشرعية قبل الوقوع فيها، ومحاولة ترغيبهم في التزام آداب الشرع، وبيان العواقب الحميدة من وراء ذلك.
والآن وقد حصل ما حصل فلا بد وأن تعرف أن الرجل إذا طلق زوجته قبل أن يدخل بها فليس له إلا نصف المهر.
وما ينبغي أن تفعله أنت هو أن تراسل زوجتك أو تهاتفها بالتليفون أو ما شابه ذلك من وسائل الاتصال، وتبين لها سبب وقوفك هذا الموقف، وأن الحياة الزوجية لا تسعد إلاَّ إذا بنيت على طاعة الله عز وجل والوقوف عند حدوده، وأنك لم تفعل ذلك إلاَّ حبا لها وحرصاً على تكوين بيت يبنى أساسه على رضوان الله، وأنها إذا أطاعت ربها والتزمت ذلك فإن ذلك سبب لسعادتها في الدنيا والآخرة.. ونحو هذا الكلام الذي يختلط فيه النصح بكلام الود والحب، فإنه أقرب إلى قبول القلوب له.
وعليك بعد ذلك أن تطالبهم بتمكينك من زوجتك ولا تطلب منهم مهراً ولا تعرض بطلاق، فإن أبوا وسدت الأبواب، فبإمكانك أن ترفع قضيتك إلى المحكمة وحينها ستلزمهم المحاكم بواحد من أمرين: إما تمكينك من زوجتك، وإما برد المهر عليك على طريق المخالعة.
وأما أن تكون أنت المطالب بالمهر والمعرض بالطلاق فإنه لن يحكم لك إلاَّ بنصف المهر كما سبق.
وما أوصيناك به من محاولة إصلاح الخلل ومحاولة إعادة الأمور إلى مجراها إنما ننصحك به إذا كانت الزوجة صالحة ذات دين، وأما أن كنت قد أسأت الاختيار من بداية الأمر فلعل من الخير لك أن تعرض عنها إلى غيرها، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني