الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المطالبة بالحقوق بعد إسقاطها

السؤال

يوجد خمسة إخوة عندهم قطعة أرض وهبتها لهم أمهم قبل موتها، وهي حية تُرزق(أي إنها ليست ميراثا ورثوه ) .. فجاء الأخ الخامس وتنازل عن نصيبه، وقال لا أريد حصة من هذه الأرض (لأسباب تعنيه هو) .. وبقي أربعة إخوة، تم تقسيم الأرض بينهم بالتساوي. فالأخ الأول بنى لابنه بيتا على قطعته، وكذلك الأخ الثاني بنى بيتا على قطعته، أما الأخ الثالث فقام ببيع حصته لتسديد دين كان عليه، أما الأخ الرابع بقيت أرضه على حالها. وبعد عدة سنوات جاء الأخ الخامس الذي تنازل عن حصته سابقا وطالب إخوته بإعطائه قسمة من الأرض أو أن يعطوه مالا خاصة أن بعضهم بنى عليها وواحدا منهم باعها أي أنه يستحيل إعادة التقسيم، فرفضوا ذلك لأن كل واحد تصرف في قسمته. سؤالي هو : هل يحق للأخ الخامس الذي تنازل عن قسمته بإرادته ان يعود بعد سنوات طويلة ليطالب بإعطائه نصيبه من الأرض؟
جزاكم الله خيرا. أرجو إفادتي لأن المسألة مهمة جدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمعروف عند الفقهاء أن من تنازل عن حق له وأسقطه وهو بالغ رشيد لم يعد من حقه الرجوع فيه لكونه قد أسقط حقه والساقط لا يعود ، جاء في درر الحكام شرح مجلة الأحكام عند شرح (المادة 51) : الساقط لا يعود. يعني إذا أسقط شخص حقا من الحقوق التي يجوز له إسقاطها يسقط ذلك الحق، وبعد إسقاطه لا يعود.

لكن هذه القضية من قضايا النزاع والذي يحسم أمر الخلاف فيها هو القضاء الشرعي، فننصح بمراجعته إذالم يفد الصلح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني