الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذرت ألا تكتحل وتريد التحلل منه

السؤال

تم طردي من عملي، فرفعت قضية لدى المحكمة، ونذرت ألا أكتحل حتى تنتهي القضية نهائيا، وهذا النذر بنية أن ينصرني الله سبحانه عليهم ويأخذ لي بحقي منهم, غير أنه مرت الآن أكثر من سنة ولم تنته القضية بعد، وعن قريب إن شاء الله لنا زواج قريب والحق يقال أريد أن أتزين كبقية الفتيات، ولكني خائفة من الإخلال بنذري وما قد يترتب عليه لا قدر الله من عقاب من الله سبحانه حتى أني أحدث نفسي بأنه قد يصيبني لا قدر الله مرض في بدني أو عيني، أو أي سوء آخر لا قدر الله، أو أن يحدث عكس ما نويت لا قدر الله. انصحوني ماذا أفعل أأنتظر الأجل لانتهاء النذر أم ماذا أفعل؟ جزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن نذرك ترك الاكتحال يعتبر من نذر ترك المباح الذي لا ينعقد ولا يلزم منه شيء عند جمهور أهل العلم، لأنه ليس بنذر قربة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما النذر ما ابتغي به وجه الله. رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وقال العلامة خليل في المختصر مع شرحه: وإنما يلزم به ما ندب: يعني أن النذر لا يلزم منه إلا ما كان مندوبا فعله أو تركه، فلا يلزم في المباح؛ كنذر: علي أن أمشي في السوق، إذ لا قربة فيه.

وذهب بعض أهل العلم إلى أن نذر المباح يخير صاحبه بين أن يفعله أو يكفر عنه كفارة يمين، ولذلك فإذا أخرجت عنه كفارة يمين كان ذلك أحوط، كما سبق بيانه بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 113579.

فننصحك بترك الوفاء بما نذرت، والتكفير، لأن الاكتحال سنة، وكفارة اليمين فيها مخرج من النذر، وقد رجح وجوبها عند عدم القيام بنذر المباح بعض أهل العلم.


والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني