الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المذي.. حكمه.. وكيفية التطهر منه

السؤال

لن أطيل عليك يا شيخ: أنا شاب 21 عاما ملتزم والحمد لله وأحب التقرب إلى الله ولكن ظهرت لي مشكلة وهي كثرة المذي بسبب وأحيانا بدون سبب مبرر، أتعبتني وأصبحت حياتي جحيما وجلبت علي داء الوسوسة ولا أدري ماذا أفعل؟ ويا شيخ يمكنني تحمل أي شيء بإذن الله إلا أن أصلي وتكون صلاتي باطلة ـ والعياذ بالله ـ فأهم شيء في حياتي هو الصلاة ولن أطيل عليك يا شيخ لأن حالتي أصعب من أن توصف بالله عليك أنت أملي بعد الله سبحانه وتعالي أسألك بالله أن تجيب على أسألتي هذه:
1ـ كيف أتأكد أنه قد توقف المذي فأذهب للوضوء؟ وهل بعصر الذكر أم بالنظر أم بتحريكه أسفل وأعلى وليس هناك وقت؟.
2ـ كنت قد اضطررت أن أذهب إلى خطيبتي في جامعتها حتي أقوم بتوصيلها إلي منزلها، لأن والدها مسافر وليس لها إخوة و كانت مريضة جدا فأذن العصر وأنا في الطريق وكنت قد شعرت بنزول المذي فدخلت المسجد وعصرت الذكر فرأيت توقفا للمذي وكان منتصبا فستنجيت وتوضأت وصليت فهل هذا صواب أم خطأ؟ وهل كان يجب أن أنتظر أكثر من ذلك أم ماذا؟ وهل أعيد هذه الصلاة وقد مضى يوم لأنني عندما رجعت للبيت وجدت مذيا؟.
3ـ هناك رأي يقول بطهارة المذي فهل إذا أخذت به أكون آثما مع العلم أنه ليس للهوى والله، ولكن من حبي للصلاة وحرصي على الجماعة والتيسير؟ وإذا أخذت به فكيف أطبقه في حالتي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فعليك أن تجتهد في مدافعتها وأن تسعى في التخلص منها، فإن فتح باب الوساوس مما يجر على العبد شرا كثيرا، وانظر الفتوى رقم: 51601.

وأما المذي: فإنه نجس عند عامة العلماء، والقول بطهارته رواية مرجوحة في مذهب الإمام أحمد -رحمه الله ـ قال في الإنصاف: وعنه ما يدل على طهارته ـ يعني المذي ـ اختاره أبو الخطاب. انتهى.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بغسل ذكره من المذي وذلك دليل واضح على نجاسته، ونقل بعض العلماء الإجماع عليه، قال الشوكاني في شرح المنتقى: واتفق العلماء على نجاسة المذي. انتهى.

ومن ثم، فالذي نرى أن القول بنجاسة المذي متعين، ولكن الشارع من رحمته بالمكلفين خفف في طهارته فكان نضح الثياب مجزئا في تطهيرها من المذي على الراجح، وانظر لبيان كيفية تطهير المذي الفتوى رقم: 50657.

وعليه، فإذا تيقنت يقينا جازما أنه قد خرج منك مذي فعليك أن تستنجي منه وتنضح ما أصاب ثيابك منه وتتوضأ، وأما مع الشك فلا يلزمك البحث ولا التفتيش هل خرج منك شيء أو لا؟ ويكفيك العمل بالأصل وهو أنه لم يخرج شيء، وانظر الفتويين رقم: 139468، ورقم: 173685.

ولا داعي لعصر الذكر ولا لغيره مما ذكر، فإن هذا مما يزيد به الوسواس، وإذا رأيت المذي وشككت في وقت خروجه فإنك تضيفه إلى أقرب زمن يحتمل خروجه فيه، فإن شككت هل خرج قبل الصلاة أو بعدها فقدر أنه خرج بعدها، وانظر الفتوى رقم: 137404.

ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن خطيبتك أجنبية عنك فيجب عليك اجتناب الخلوة بها والنظر إليها مطلقا وكذلك محادثتها على وجه فيه ريبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني