الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الموظف إن صرفت له الشركة تعويضا يعلم أنه غير مستحق له

السؤال

أعمل في فرع لإحدى شركات الطيران، وهذه الشركة قامت بغلق المطعم الخاص بالموظفين في المطار وقامت بإعطائهم تعويضا وتركت المطعم الخاص بالموظفين في مركز الصيانة التقنية الذي أعمل به، والراتب الشهري أتقاضاه أنا وزملائي الجدد من الفرع وليس من الشركة الأم على عكس الموظفين القدامى، وهذا الفرع قام أيضا بتعويض الموظفين العاملين باسمه في المطار، لكنه قام بإعطاء هذا التعويض للعاملين باسمه في المركز التقني رغم أننا ما زلنا نستفيد من المطعم، في الشهر الماضي علموا بالأمر فأوقفوا هذا التعويض لكنهم أعادوه في هذا الشهر، علما أن الشركة الأم لا تعطي تعويضا للموظفين القدامى في المركز التقني، لأنهم ما زالوا يستفيدون من خدمة المطعم، فما العمل في هذه الحالة بارك الله فيكم؟ فكرت أن أخبرهم بالأمر لكنني أرى أن العديد من زملائي فرح بهذا التعويض رغم علمه بأنه لا يستحقه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تعلم أنك لا تستحق ذلك التعويض فلا يجوز لك أخذه مالم تعلم الجهة المسؤولة عنه بالأمر، فإن أذنت لك فيه بعد ذلك فلا حرج عليك وإلا فلا يجوز لك أكله بالباطل، قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}.

وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ {المائدة:1}.

وقال صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أصحاب السنن.

وأما فرح زملائك بالتعويض وأخذهم له فلا يبيح لك مجاراتهم فيما فعلوا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني