الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستعانة بأوراق المذاكرة في إجابة الامتحان

السؤال

شيخنا الفاضل: أردت تعلّم العلوم الشرعيّة عبر الإنترنت، وفي الاختبارات نُمتحن في مراكز مخصّصة مع وجود مراقبين، ولكن وقعت حادثة فكان أن قُمتُ بالامتحان في البيت، فاستعملتُ وريقاتي التي راجعتُ بها عند الحاجة ـ رغم أننّي أجبت معظم الإجابات بمفردي ـ فهل هذا يُعتبر غشّا؟ رغم أننّي لم أسألهم عن جواز النظر إلى أوراقي والمسؤولون لم يُبيّنوا لي ذلك؟ وهل الدرجات والشهادة ـ إن قدّر الله ـ التّي سأحصل عليها بعد نهاية مشوار الدراسة حرام؟ وهل إن استعملتّ هذه الشهادة واكتسبتُ مالا يعتبر حراما؟ وهل إن مزّقتُ الشهادة ولم أستعملها في هذه الحياة الدنيا ربّي سيسامحني؟ وهل أعلم المسؤول أنّني نظرتُ إلى وريقاتي وأرى ردّة فعله وماذا سيقرر؟ والمشكلة أن رغبتي كانت فقط تعلّم العلم الشرعيّ وليس الشهادة، ولم أرد الامتحانات ولكن لمواصلة التعلّم يجب أن نُختبر، أنا لا أعرف أين ذهبت مواعظ مشايخي في الإخلاص و طلب الأجر الأخرويّ، لأنّ العلوم الشرعيّة عبادة محضة يراد بها وجه الله، لا أعرف أين ذهبت عندما كنتُ وحدي، أنا أحسّ بالذنب والخطأ ولا أعرف ماذا أفعل؟ فبم تنصحونني بارك الله فيكم؟ وهل أنقطع عن الدراسة؟ أنا فقط أريد تعلّم العلم الشرعي وليس الاختبارات، لأنّ هناك متابعة من مشايخ أفاضل وأفهم عندما يشرحون، ولكن عندما أبحث وأدرس بمفردي عبر الإنترنت لا أفهم، وجزاكم الله خيرا، من فضلكم هل من الممكن أن تنصحوني عبر الإميل وليس عبر الإنترنت. ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على رغبتك في تعلم العلم الشرعي والحرص عليه، وما يعتريك من ضعف في الإيمان أحيانا لا يؤثر على إخلاصك ونيتك الحسنة، لكن احرصي على مجاهدة نفسك على الثبات على تلك النية الطيبة والغاية النبيلة ومواصلة السير في ذلك السبيل، وستجدين الشيطان عليه مثبطا ومشككا، بل وأحيانا يريد منك تركه خشية الرياء وطلبا للإخلاص، وكلها مداخل وحيل يسلكها ليصدك عن سواء الصراط، فلا تطيعيه واثبتي فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم.

ولهذا، فإننا نشد على يديك ونقوي عزيمتك، ونسأل الله تعالى أن يعينك ويبارك سعيك ويرزقك النجاح في الدنيا والآخرة.

وأما ما وقعت فيه من الاستعانة أثناء الاختبار بأوراق المذاكرة فإن اعتباره غشا يعود الى شروط هذا النوع من الاختبارات وعلى اعتباره غشا، فما أظهرت من الندم والأسف توبة من ذلك فاعزمي على عدم العودة إليه ولا يؤثر في دراستك ولا في شهادتك ولا فيما ستعملينه من عمل لو قدر لك عمل بتلك الشهادة فأديته على الوجه المطلوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني