الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموظف إن حصل على العمل بدفع رشوة فهل يلزمه تركه وما حكم راتبه

السؤال

كنت أعمل في وظيفة حكومية وظهر أمامي رجل يأخذ مالا كرشوة ويعينني في وظيفة حكومية أخرى أفضل من حيث الراتب فطمعت وأعطيته المال وأعتقد أن هذا الرجل قد يكون دفع من هذا المال لآخرين كي يستطيع الحصول على هذا العمل وانتقلت إلى العمل الجديد بعقد جديد، وبعد فترة بدأت أندم علي دفع هذه الرشوة وتبت إلى الله وندمت ندما شديدا وعزمت ـ إن شاء الله ـ على أن لا أفعل مثل هذا العمل مرة أخرى، ولكن هذا الذنب يؤرقني جدا لدرجة أنني أريد أن أترك هذا العمل من ضيقي، ولكن عندنا في مصر فرص العمل صعبة جدا وأنا الآن أعول أسرة، فهل رزقي هذا حرام ويجب علي تركه؟ أم تكفيني التوبة النصوح؟ أم أنه لا شيء علي فقد كنت في وظيفة وتركتها وحصلت على أخرى، ولكن الوسيلة فقط هي غير الشرعية وتجب علي التوبة من هذا الفعل ورزقي حلال؟ أرجوكم أفيدوني بالتفصيل كي أرتاح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت تؤدي العمل المكلف به في الوظيفة الجديدة على أتم وجه فلا حرج عليك في البقاء فيه والانتفاع بما تأخذه عليه من أجر، وندمك وحسرتك على ما فرط منك توبة فاعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك الفعل واستغفر الله منه وتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة، فالحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.

ولا يلزمك ترك العمل إن كنت تحسن أداءه وتؤديه على الوجه المطلوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني