الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رسم لوحة تجريدية للدفاع عن شعائر الله

السؤال

أقام بعض الحثالة من الفنانين التشكيليين في بلادنا تونس منذ أربعة أيام تقريبا معرضا للوحات فيها تطاول على المقدسات الإسلامية مما أثار ردود فعل عنيفة جدا في الشارع التونسي و انتفض الشعب غيرة على ديننا الحنيف حتى وصل الحد إلى أن قامت الحكومة بحظر التجول في البلاد لما شهدته البلاد من أعمال عنف كردة فعل من الشعب واحتجاجه على تساهل الحكومة في محاسبة هؤلاء الأنجاس -أعزكم الله تعالى- من أشباه الفنانين..
وقد من علي المولى عز و جل بنعمة عظيمة وهي الغيرة على مقدساتنا و لله الحمد و المنة...وقد دافعت عن ديني و الحمد لله من خلال الفيسبوك..إلا أنه خامرتني هذه الأيام فكرة تتمثل في الرد على هؤلاء الحثالة من الفنانين من خلال إنجاز لوحة فنية ( بما أنني فنان تشكيلي أغار على ديني و ألتزم بالضوابط الشرعية في ممارسة الفن فلا أرسم ما له روح مثلا و لا أرسم ما يخالف الشريعة..بل أغلب رسوماتي و لوحاتي كانت تجريدية ذات معاني ممتازة كتعظيم الجهاد و التحذير من التدخين و الأمومة و غير ذلك..)..
سؤالي هو: هل يجوز لي أن أرد تشكيليا على هؤلاء الفنانين بانجاز لوحة تجريدية أسميها " الرد الصاعق على دعاة الحرية الموارق" أبين فيها عقوبة من يتطاول على المقدسات..حيث ستحوي اللوحة إن شاء الله تعالى صورة لشباك سجن مظلم من ناحية و مضيء من ناحية أخرى أرمز فيه إلى سجن المرتد أما الجانب المضيء فهو استتابته...كما أرسم تحت ذلك الشباك سائلا أحمر منسابا يحيل إلى إقامة الحد على من لم يقبل التوبة و على ساب الرسول عليه الصلاة و السلام و العياذ بالله تعالى من الكفر كله...وفي أسفل اللوحة تركيبة و كأنها طائفة من الناس تشهد الحد (بدون ملامح طبعا)..مع بعض التركيبات الأخرى التي تضيف رونقا للوحة..هل يجوز لي ذلك؟ أرجو إفادتي بدقة فالأمر يبدو لي حساسا من الناحية الشرعية وجزاكم الله تعالى عني كل خير...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على غيرتك على المقدسات، ودفاعك عن شعائر دينك، وزادك الله على الخير حرصا.
وأما ما تريد القيام به من تصميم هذه اللوحة التجريدية، فلا حرج فيه، ما دمت ـ كما ذكرت ـ ملتزما بالضوابط الشرعية. ونرجو أن يكون هذا العمل في موازين حسناتك. وراجع الفتوى رقم: 35022.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني