الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة العودة لرؤية المسلسلات بعد رمضان

السؤال

أنا أشاهد المسلسلات، ولكن إذا جاء رمضان فإني لا أشاهدها وأتفرغ للعبادة، وقراءة القرآن وفهمه، وإذا انتهى رمضان رجعت وتابعت المسلسلات، ويقولون لي هذا حرام فأنت بذلك من عباد رمضان. فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان حرمة مشاهدة المسلسلات لكونها لا تخلو في الغالب من وجود منكرات.

وتركك مشاهدتها إذا أتى رمضان أمر حسن، ولكن ذلك لا يبيح مشاهدتها بعد رمضان، لأن ما حرمه الله تعالى من المنكرات لا يختص تحريمه برمضان بل هو محرم في رمضان وغيره, وترك المنكرات في رمضان والعودة إليها بعده يعتبر مؤشرا على أن الصوم لم يثمر غايته التي شرع من أجلها وهي تحقيق التقوى؛ كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } سورة البقرة : 183 .
قال فضيلة الشيخ سعود الشريم إمام المسجد الحرام عمن يعود للذنوب بعد رمضان: إن من وقع في التقصير بعد التمام، أو تمكَّن من الذنوب بعد الإقلاع عنها لَهُوَ أبعد ما يكون عن الفوز بالطاعة، ولو غش نفسه بعبادات موسمية ذات خداج، إلا أنها لا تبرح مكانها، بل لربما وجد معها خفي العقوبة الرئيس، وهو سلب لذة المناجاة، وحلاوة التعبد؛ إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات مِنْ عُبَّاد رب الشهور كلها، بواطنهم كظواهرهم، شَوَّالهم كرمضانهم، الناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم، وحينئذٍ :

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا . اهــ

فالعودة إلى المعاصي – ومنها مشاهدة المسلسلات الإباحية- بعد رمضان لا تجوز, ومع ذلك لا يقال لمن عاد إليها إنه كان يعبد رمضان, وانظري الفتوى رقم: 127577 حول كلمة هادية عن مشاهدة المسلسلات في رمضان وغيره.


والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني