السؤال
هناك بعض الناس يتحدثون فيما بينهم في المسجد في أمور دنيوية ويصافح بعضهم بعضا والإمام يعطي درسا في الحديث، وبعضهم خارج المسجد، فما رأي الشرع في ذلك؟.
هناك بعض الناس يتحدثون فيما بينهم في المسجد في أمور دنيوية ويصافح بعضهم بعضا والإمام يعطي درسا في الحديث، وبعضهم خارج المسجد، فما رأي الشرع في ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على من دخل بيتا من بيوت الله أن ينشغل بما بنيت له تلك البيوت، فإن المساجد إنما بنيت لذكر الله، وإقامة الصلاة، وقراءة القرآن، ونشر العلم، قال الله تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ { النور:36-37}.
فعلم مما ذكر بالأحرى أنه لا يجوز التشويش على من يدرس فيها العلم.. بالتحدث مع غيره أو بالسلام على الناس، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اللغط ورفع الصوت في المساجد فقال: .. وإياكم وهيشات الأسواق. رواه مسلم وغيره.
وهيشات الأسواق ـ كما قال النووي في شرحه لصحيح مسلم ـ هي: ... اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن التي فيها.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن. رواه مالك في الموطأ.
قال الباجي في المنتقى: وَإِذَا كَانَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مَمْنُوعًا حِينَئِذٍ لإذاية الْمُصَلِّينَ فَبِأَنْ يُمْنَعَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ أَوْلَى وَأَحْرَى.. وَلِأَنَّ فِي ذَلِكَ اسْتِخْفَافًا بِالْمَسَاجِدِ واطراحا لِتَوْقِيرِهَا وَتَنْزِيهِهَا الْوَاجِبِ وَإِفْرَادِهَا لِمَا بُنِيَتْ لَهُ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ اللَّهُ الْعَظِيمُ: وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا.
وأما ما كان خارج المسجد فلا حرج فيه، وإن كان الأولى حضور الدرس والاستفادة منه، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 62657، 9967، 50606، 102881.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني